يعاني العالم بكل أطيافه من تبدّل في حرارة المواسم، وفي حين يشهد تارة ارتفاعاً فوق الطبيعي في الحرارة صيفاً، يعاني في مناطق أخرى من شتاء جاف طوراً وفيضانات في دول عديدة.
وبالتالي فإن الإحترار المناخي قد قلب المقاييس في معظم مناطق العالم، وفي ظل ما نشهده من تبدلات في الطقس، توقع علماء هيئة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة “Met Office”، أن تضرب درجات الحرارة المرتفعة القياسية، بلدان العالم في عام 2019. ووفقا لصحيفة الـ”إندبنتدت” البريطانية، فإنه من المتوقع أن يزيد متوسط درجة الحرارة العالمية في العام المقبل حوالي 1.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية ، مما يجعلها قريبة من الحرارة التي سجلت رقماً قياسياً في عام 2016 عندما بلغت درجات الحرارة ذروتها عند 1.15 درجة مئوية فوق فترة 1850-1900 المصنفة كخط أساس للاحترار العالمي .
وقال العلماء إن الزيادة ستكون نتيجة لتغير المناخ الذي تسبب فيه النشاط البشري، مقترنا بارتفاع طفيف في ظاهرة “إل نينيو” في المحيط الهادي مما يزيد درجات الحرارة. وكانت التوقعات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية البريطانية في نهاية عام 2017 لدرجات الحرارة العالمية هذا العام متفقة بشكل وثيق مع ما شهدناه في عام 2018.
وتشير التقديرات للفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2019 إلى ارتفاع درجات الحرارة حول 0.96C فوق مستويات ما قبل الصناعة. لذا فإن التنبؤ بسنة حارة قياسية، هو الأحدث وسط اجتماعات تغير المناخ التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة.وقال البروفيسور آدم سكيفا ، رئيس تنبؤ المناخ في مكتب الأرصاد الجوية: “تشير توقعاتنا إلى أن عام 2019 سيكون من أكثر الأعوام حرارة منذ عام 2000″. وأضاف الدكتور دوغ سميث ، الباحث في قسم الأبحاث في مكتب Met Office: ” العام المقبل سيكون بين السنوات الخمس الأكثر ارتفاعا في الحرارة على الإطلاق”.
ويأتي التحذير الأخير من ارتفاع درجات الحرارة بعد أن كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أن عام 2018 كان من بين الأكثر حرارة على الإطلاق . وعندما اجتمعت الدول للاتفاق على القواعد الخاصة بتنفيذ “اتفاق باريس” بشأن المناخ ، والذي يهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية أو 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة ، قال العلماء إن انبعاثات الكربون استمرت في الارتفاع هذا العام. وقد حذر الخبراء من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للبدء في خفض الانبعاثات بسرعة ووضع العالم على المسار الصحيح للحد من الزيادات في درجات الحرارة وتجنب أسوأ آثار لتغير المناخ.