منذ سنوات عديدة والخبراء يحذرون من تداعيات الإحترار المناخي على قطاعات حيوية كثيرة، وفي حين أن البعض منها بدأ بالتمظهر بين

منذ سنوات عديدة والخبراء يحذرون من تداعيات الإحترار المناخي على قطاعات حيوية كثيرة، وفي حين أن البعض منها بدأ بالتمظهر بين حين وآخر وبعدة أشكال، دقّ العلماء ناقوس خطر اختفاء البن تماماً عن وجه الأرض في عام 2012 ليعود التحذير في هذا العام 2019 بقوّة وزخم أكبر!
وكانت دراسة أجراها باحثون في حديقة النباتات الملكية في بريطانيا، بالتعاون مع علماء في إثيوبيا قد أظهرت أن ما بين 38 و99.7 بالمئة من المناطق الصالحة لشجرة البن العربي البرية ستختفي بحلول عام 2080، إذا ثبتت صحة توقعات ارتفاع درجة حرارة الأرض، نظرا لأن البن محصول يتأثر بشدة بالمناخ، والزيادة. هذه الحسابات لم تضع في اعتبارها عامل إزالة الغابات الذي يحدث بالفعل في اثيوبيا وجنوب السودان، وهي منطقة أخرى تتواجد فيها شجرة “البن العربي”.
هذه الثغرة التي لم تشر إليها الدراسة الأولى استكملت اليوم بدراسة جديدة تحذّر من أن إزالة الغابات، إضافة إلى الغحترار المناخي، يعرّضان أكثر من نصف أنواع البن البري في العالم لخطر الانقراض ومنها أنواع تلقى رواجا مثل البن العربي وبن روبوستا. وتوصل بحث نشره خبراء في مؤسسة (رويال بوتانيك جاردنز) في كيو ببريطانيا إلى أن إجراءات الحماية الحالية لأنواع البن البري ليست كافية لحمايتها على المدى البعيد.
مشكلة قد تشكّل أزمة كبيرة لدى محبي ومستهلكي القهوة في العالم، فضلاً عن المعضلة الإقتصادية التي قد تتسبّب لها للعاملين في هذا القطاع من مزارعين ومنتجين وموزعين…
فهل من أمل؟ تلقّفت منظمة AgriFutures هول تلك الدراسات، وتحاول منذ فترة معالجة الامر عبر إجراء تجارب دولية متنوعة في مواقع متعددة، إذ تختبر 35 نوعاً من القهوة على امتداد 23 دولة لقياس النتائج في ظل مختلف صور المناخ، بما في ذلك مناطق ليست معروفة عادةً بإنتاج القهوة، مثل أستراليا.وسيختبر العلماء في جامعة ساوثرن كروس الأسترالية 20 صنفاً مُقاوِماً للمناخ.
في التفاصيل، يقول البروفيسور غراهام كينغ، رئيس قسم علوم النبات في الجامعة، إنَّه ستُزرع نحو 900 نبتةٍ في محطة أبحاث المحاصيل الاستوائية في أليستونفيل شمالي ولاية نيوساوث ويلز الأسترالية في يناير/كانون الثاني الجاري.
أما السبب الرئيس لاختيار أستراليا، فهي بحسب كينغ عدم وجود آفات مثل صدأ أوراق القهوة أو سوسة الكرز، أو أيٍ من الآفات أو الأمراض الخطيرة التي تهدد الزراعة في أستراليا وهذا أمرٌ فريد للغاية مقارنةً بأغلب مناطق الإنتاج في العالم. ويقول كينغ إنَّ أستراليا ليست فقط خاليةً من تلك الآفات، بل إنَّ التغيُّر المناخي قد يفتح كذلك مزيداً من المناطق في أستراليا أمام زراعة البُن بسبب انخفاض أضرار الصقيع في فصل الشتاء.
رغم التفاؤل، يشير كينغ إلى أنَّ التجربة ستحتاج على الأقل لخمس سنواتٍ كي تؤتي ثمارها، لكنَّ التمويل الممنوح لهم من منظمة AgriFutures الأسترالية التي بدورها تمولها الحكومة الفيدرالية الأسترالية سينتهي في مايو/أيار القادم. وقال إنَّ المنظمة قدَّمت مشاركةً ضعيفةً للغاية بهذا الصدد.
ويقول خبراء المنظمة إنَّ البُن الأسترالي أقل في محتوى الكافيين بُنحو 10 إلى 15% من أغلب البُن المستورد؛ لأنَّه ينمو في بيئةٍ منخفضة الضغط. وينتج نبات البُن الكافيين كوسيلةٍ دفاعيةٍ ضد التهديدات التي تُسبِّبها الآفات والأمراض.
هي فكرة متطوّرة قد تنقذ فعلاً العالم من معضلة تصيب مختلف القطاعات في حال اختفاء البن عن وجه الأرض، وقد لاقت ترحيباً من جهات بيئية وغذائية متعددة، فهل من يتشجّع ويساهم في تطوير ودعم الزراعات الجديدة للمشاركة في الحل؟

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This