كل شيء تغير، حتى ان القيود الاجتماعية التي كانت تكبل الفتاة وتفرض عليها الزواج المبكر لم تعد موجودة مثل قبل في ظل الاستقلالية التي باتت تتمتع بها المرأة، بعدما اثبتت جدارتها  ان كان في مجال العمل ام في مجالات اخرى. حتى بات قرار الزواج لو كان متأخرا غير مؤثّرعلى حياتها الاجتماعية.  فلقد  بتنا نرى شريحة مهمة من الفتيات اقدمن على الزواج فوق عمر الخمسين حتى لو ادركن ان امل الانجاب ضئيل جدا نظرا لانقطاع الطمت. الا انه مع التقدم الطبي ولو تقدمت  المرأة في العمر بات هناك احتمال حصول حمل. ليبقى السؤال الى اي مدى ذلك يمكن تحقيقه ؟

الزواج المتأخر والاستقلالية

اذا فسرنا ما وراء ازدياد الزيجات المتأخرة من الناحية النفسية فكان للاختصاصية في علم النفس الدكتورة في علم النفس الدكتورة ديالا حلو رأيا توضيحا عبر ال greenarea.info قائلة: “ان تقدم المراة في العمر وزواجها المتاخر يعود اليها كيف تتقبل هذا الامر وحسب قناعتها ومبدئها في الحياة،  فكم من نساء تزوجن في عمر الخمسين سنة  او حتى في عمر  الستين  بحثا على الاستقرار اما اذا كانت الاولوية  انجاب الاولاد  فعندها تتزوج  المرأة قبل عمر الخمسين سنة كل ذلك يعود لشخصيتها اذا كانت  تتاثر برأي الاخر وبمحيطها. لذا  المهم ان يكون لدى المرأة توزان عاطفي وعقلي لتعرف خلاصها دون التأثر بالتدخلات الخارجية  خصوصا اذا  كانت مدركة  لما خططته لحياتها حيث ان الامور تغيرت ولم يعد الزواج المتأخر مشكلة، لان المجتمع  لم يعد ذكوريا مثل  قبل بعد أن اثبتت المرأة  جدارتها في العمل  في عدة مجالات سواء سياسية ام اقتصادية حيث نجحت وتفوقت على الرجل واثبتت ذلك عن جدارة والدليل على ذلك ان اغلبية  الوظائف  تحتلها نساء فالمرأة باتت واعية  اكثر في خياراتها حتى في اي عمر تختار الزواج للانجاب ام في عمرمتاخر.”

تجميد البويضات وفرص النجاح

في هذا الاطار اهم ما توقف عنده الاختصاصي في الطب النسائي الدكتور هادي هاشم عبر ال greenarea.info اهمية توعية المرأة عند المعالجات الطبية الحديثة مما قال :” ما نركز عليه  ان التوعية  ضرورية  كي تقدم المرأة  العزباء  في عمر ما بين 30 و 35 سنة  بتجميد البويضات لان حتى لو تزوجت في عمر 45 سنة عندها تستطيع ان تحمل  في استعمال البويضات المجمدة اما اذا  كانت فوق 42 سنة وتريد ان تحمل عندها  نسبة نجاح طفل الانبوب اقل من 5 % اذا لم تكن مجمدة البويضات عندها يكون  الحل في وهب البويضات اما ان تجرى في لبنان ام في الخارج وفي كتير من الحالات  يتم الرفض لاسباب دينية.  والجدير ذكره  انه في عمر الخمسين سنة  تستطيع ان تحمل  المرأة  انما هناك خطر على صحتها  لان في هذا العمر لم  تعد صالحة للحمل السليم حيث ان هناك احتمال ان تصاب في ارتفاع في الضغط والسكري  كما ان المولود يولد باكرا قبل تسعة اشهر عكس مما هو عليه في عمر 45 سنة حيث يبقى  الحمل مقبولا اذا صحتها سليمة  لذلك ارفض ان تحمل المرأة في عمر الخمسين وللاسف ليس هناك من قانون في الاداب الطبية يعاقب كل طبيب يقدم على ذلك مثلما هو الحال في كندا حيث ان هناك اجراءات صارمة تمنع الحمل للمراة  في عمر الخمسين نظرا لما تتعرض له من مخاطر صحية .اما الرجل فيستطيع الانجاب في عمر الخمسين رغم ان الخصوبة لديه تخف  واذا ليس عنده من حيوان منوي عندها  يعمل له  وهب الحيوان المنوي اما  في الخارج ام في لبنان .”

لا لسن اليأس

الى رأي الاختصاصي  في الطب النسائي الدكتور عماد ابو جودة الذي اوضح عبر ال greenarea.info :”اذا نظرنا الى اوروبا  كان الزواج في  عمر 18 و 20 سنة  اما اليوم فاصبح 30 و 33 سنة مما  يعني  ان  المرأة  حتى في عمر الاربعين سنة  تستطيع الانجاب مع المتابعة الطبية  حتى ولو ان هناك خطر حصول تشوهات خلقية عند الجنين  بنسبة 1 % الا ان ذلك لا يمنعها الانجاب كما و ان هناك  منشطات للمبيض تحسنها لتفادي اي تشوه خلقي لدى الجنين  ليكون الحمل السليم . اما اذا وصلنا الى مرحلة  انه ليس هناك حظ بان تحمل  عندها هناك حل  اخر هو  ان  تستعين بعملية  وهب البويضات  انما علينا قبلا التاكد ان جسمها يتحمل الحمل  و قلبها سليم  لان هناك احتمال  ان يكون  هناك خطرلو ضئيلا  اما الرجل  فليس عنده مشاكل صحية في عملية الاخصاب مثل المراة فهو لو تقدم في العمر الى حد 80 سنة يستطيع الانجاب.”

امل للانجاب حتى في عمر الخمسين !

من جهة اخرى تحدث الاختصاصي في الطب النسائي  الدكتور فريد بدران ل greenarea.info عن الابحاث العلمية الطبية في عملية الانجاب حتى لو تأخرت المرأة في العمر مما قال :” هناك وسائل  عدة للحمل كل ذلك يتوقف وفق عمر المراة  فاذا  كانت عزباء  في عمر 35 سنة  و تريد  الزواج في عمر متأخر عندها  نعمل  لها تجميد للبويضات و يكون المولود بصحة سليمة  افضل من ان نعمل تلقيح اصطناعي  للمراة في عمر 42 سنة  عندها تكون نسبة المشاكل الصحية  لدى المولود مرتفعة  وهنا على الطبيب البدء في اول شهرين من الحمل  اجراء لها الفحوصات الطبية  ولجنينها اذا ظهرت تشوهات كرموزونية و لم تجهض تلقائيا  لاسباب مرضية عليه درس وضع خلايا للاجنة  التي تمت تلقيحها للاختيار الافضل منها  بهدف التخفيف من التشوهات الخلقية  . اما في حال ارادت المرأة الحمل  في عمر الخمسين سنة فمن الحالات النادرة تحقيق ذلك الا من خلال  وهب البويضات المهم الاتباع الارشادات الطبية للطبيب المختص في الامراض النسائية  للوصول الى الحمل.”

التغذية الصحيحة وضمانة الحمل

اما من ناحية اهمية التغذية السليمة و علاقتها بالحمل فتحدثت الاختصاصية في التغذية سينتيا ظريفة  باسهاب عبر ال greenarea.info متوقفة عند اهم النصائح الغذائية لتمكين الحمل المتأخر مما قالت : “المهم ان نعلم اذا  كانت المراة في  عمر الاربعين سنة  وقادرة ان تحمل  من الافضل التركيز اكثر على  التغذية  على الحامض الفوليك  وعلى المتممات الغذائية  من الضروري تناولها قبل  3 اشهر من فترة الحمل  لتفادي الامراض في الجهاز العصبي  فضلا عن الكالسيوم  والحديد  وهنا الطبيب يقرر ذلك. اما من ناحية التغذية الصحيحة فتقع  على الاختصاصية  في التغذية التي تلعب دورا مهما  في هذا الخصوص اي انها تركز في ان  تتناول المرأة الحامل كل ما يلزم من المغذيات  بشكل لا يزيد وزنها  لان في حال تقدمت  المراة في العمر من الصعب التخلص من زيادة الوزن لان الايض يكون بطيئا  والجدير ذكره ان اول ثلاثة اشهر من الحمل تتجمع  الدهون  كاحتياط  حيث هناك احتمال ان  بقية اشهر الحمل لا تستطيع المرأة الحامل ان تاكل بشكل اعتيادي عندها  الجنين لكي يكمل نموه  يستعمل  الدهون المكدسة  خلال الحمل  لذلك لا نستطيع القول انه على المراة  في اول ثلاثة اشهر ان  تزيد وزنا بمعدل 2 او 3 كيلو  لان هذا الشيء  يمكن معرفته قبل الحمل حيث نعمل عملية حسابية اذا كان في المعدل الطبيعي عندها نقول ان وزنها يسمح لها ان تزيد وزنا .  اما اذا كانت بدينة فيجب ان يكون  وزنها اقل خلال الحمل  فالدراسات في اميركا  اشارت الى ان  المراة البدينة  من الافضل  مراقبة وزنها قبل وبعد الحمل الذي يجب ان يكون هو نفسه  وهذه المسالة صعبة تحقيقها لان شهية المراة في الحمل تزداد  الا انه في المقابل  ايضا ما لاحظناه اليوم بات التركيز على الماكولات السريعة  في اغلبية  المطاعم كونها رخيصة  الثمن فتلجأ  الناس الى تناولها  والنتيجة الكوليسترول والسكري وهنا  على المراة الحامل التنبه لذلك  مع اهمية ممارسة الرياضة  في حال نصح الطبيب بذلك .”

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This