على ما يبدو، فإن وضع المحيطات في السنوات الأخيرة الذي استدعى إطلاق صافرة الإنذار بمستقبل أسود، دفع بالعديد من المسؤولين من المجال البيئي أولاً وفي الدول ثانياً لإيلاء الإهتمام اللازم لحل الآفات المتعلقة بصحة المحيطات. وفي حين تستضيف أبوظبي الدورة السادسة للقمة العالمية للمحيطات من 5 إلى 7 آذار- مارس 2019، والتي ستقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط ، واصل “منتدى التغيّر المناخي”، المنعقد ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة في دبي، وخلال جلسة بعنوان “التغير المناخي وصحة المحيطات”، مناقشة قضايا البيئة والمناخ.

لفت المشاركون في الجلسة إلى أن صحة المحيطات هي الفريسة الأسهل للتغير المناخي، داعين إلى توظيف التكنولوجيات الحديثة في خفض نسب انبعاثات غازات الدفيئة، وزيادة التحول العالمي نحو استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، وزيادة الاهتمام بالموائل الطبيعية للبيئة البحرية، وتعزيزها بأخرى اصطناعية، وهو ما يصب في مصلحة حماية المحيطات حول العالم وتقليل أثر التغير المناخي عليها، وينعكس بالإيجاب على صحة البشرية جمعاء.

وتناول النقاش في الجلسة التأثيرات السلبية لتداعيات التغير المناخي في البيئة البحرية للمحيطات وتنوعها البيولوجي، والتهديد الذي تمثله من حيث تسببها في تدمير الملاذ، والعامل المعزز للحفاظ على التنوع الإحيائي البحري وضمان استدامته، كما تطرق الحديث إلى معدلات التلوث المتزايدة للمحيطات التي تؤثر بدورها في الثروات البحرية، وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للبشر التي توفرها من آلاف السنين.واستعرض المتحدثون توقعات التقارير العالمية لارتفاع درجات حرارة الأرض بنسبة 1.5 إلى 2 درجة مئوية، وتأثير هذا الارتفاع في درجة حرارة المحيطات، وتسبب هذا الأمر في تدمير النظم الأيكولوجية والأحياء البحرية، وبالأخص الشعاب المرجانية التي يُتوقع أن تنخفض 70 إلى 90%.

وقال ويليام ماكدونالد: «المحيطات تمثل 70% من مساحة كوكبنا لملايين السنين كانت وما تزال المصدر الأهم للعديد من الفوائد والثروات المهمة، ونحن نعتبر انبعاثات الكربون السم الحقيقي في قضايا تغير المناخ، فإن البلاستيك ونفاياته تمثل الخطر الداهم المهدد لصحة محيطاتنا».

وأشار ماكدونالد إلى أن الدورة الطبيعية للنفايات البيولوجية تحقق دورة كاملة من استهلاك ثم إعادة استهلاك عبر كائنات أخرى، ثم بعد ذلك تدخل في إنتاج مواد أخرى قد تكون مفيدة لكوكبنا، لكن النفايات البلاستيكية تخالف هذه الدورة إذ تنتهي عند البقاء كنفايات في باطن الأرض أو قاع المحيطات متسببة في خلل بيئي وإيذاء للكائنات الحية.

لافتاً إلى أن منهجية العمل مع هذه النفايات اعتمدت فترة طويلة على ثلاثة أمور هي تقليل الاستخدام، وإعادة الاستخدام، والتدوير، لكن الوضع الحالي للمحيطات يقتضي العمل على تحديد آليات لجمع هذه النفايات من نقاط تجمعها حول العالم، ثم فرزها لتحديد ما يمكن معالجته، ثم إعادتها إلى هيئتها الأصلية كمواد أوليّة.

وأشار إلى أن 40% من نفايات البلاستيك التي ينتهي بها المطاف في المحيطات تأتي من الأنهار، و90% من هذا التلوث القادم من الأنهار يأتي من 10 أنهار فقط حول العالم، لذا فتطبيق فكرة جمع هذه النفايات من نقاط تجمعها في الأنهار أمر سهل التنفيذ، مشدداً على ضرورة وضع إطار عالمي لإعادة تصميم آليات التعامل مع نفايات البلاستيك بشكل يمكننا من استغلالها بشكل إيجابي وفعال.

في المقابل، واستكمالاً لهذه العمل الضروري في هذه الفترة، ستناقش قمة أبو ظبي وعلى مدى ثلاثة أيام سبل إيجاد الحلول البيئية للتحديات التي تواجهها المحيطات ودور التمويل والتكنولوجيا والابتكار والحوكمة في مستقبل المحيطات

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This