تكرّر منظمة الصحة العالمية تأكيدها أن تغير المناخ يؤثر في المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة، مثل الهواء النقي ومياه الشرب المأمونة والغذاء الكافي والمأوى الآمن. وبالتالي فهي ترجّح أن يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الهطول في انخفاض إنتاج الأغذية الأساسية بمقدار 50% في كثير من أشد المناطق فقرا في بعض البلدان الأفريقية بحلول عام 2020، وسيؤدي ذلك إلى زيادة معدل انتشار سوء التغذية ونقص التغذية، وهما يتسببان حاليا في 3.1 ملايين وفاة سنويا.

في هذا الإطار، توقّع العلماء انقراض البشر بسبب التغيرات المناخية، وفي التفاصيل، يعتقد مؤلفو هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة Proceedings للأكاديمية الوطنية للعلوم، أنه قد لا يدرك الناس علامات تغير المناخ إلا بعد فوات الأوان.

وتعتبر  الباحثة المشاركة في الدراسة فرانسيس مور، وهي أستاذة مساعدة في قسم العلوم البيئية والسياسات في جامعة كاليفورنيا في ديفيس أنه من المثير للدهشة إلى أي مدى ينخفض تأثير درجات الحرارة دون أن يعطي العالم قيمة لهذه التغيرات.

وربما يكون الواقع في لبنان أكبر دليل على ذلك، فإن التغيرات التي تحصل في الطقس بين ليلة وضحاها تشكّل سبباً رئيسياً للتساؤل والنقاش حول الأسباب الفعلية، إلا أن الحديث يبدأ وينتهي بعد كل هبّة هواء..

فتقول مور إنها لا تعتقد أن الناس يتكيفون مع التغير إلا إن كانت الحرارة شديدة أو البرودة قارسة، لكنهم يتوقفون عن الحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا هو مصدر القلق.

لذلك تشدّد على أنه “علينا أن نكون واعين، نحن نشهد تغير المناخ بهذه الطريقة المزعجة. في بعض الأماكن في البلاد، هناك الكثير من التباين. لمجرد أنه يشعر بالبرودة، هذا لا يعني أن تغير المناخ لا يحدث. يجب أن نكون قادرين على التواصل للمساعدة”.

وتضيف المنظمة أنه خلال المئة سنة الماضية ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار 0.75 درجة مئوية تقريبا، وعلى مدى العقود الثلاث الماضية تسارع معدل الاحترار العالمي أكثر من أي عقد منذ 1850.

وفيما يلي أبرز تأثيرات التغيرات المناخية على جودة الغذاء عبر العالم، وفقا لمنظمة الصحة والفاو:

تهديد الأمن الغذائي.

خفض إمدادات المياه ونوعيتها في العالم، وتدهور التربة.

ينبغي للإنتاج الزراعي أن يرتفع بنسبة 60% تقريبا بحلول 2050 من أجل إطعام أكبر عدد من السكان. وتغير المناخ يضع هذا الهدف في خطر.

بحلول عام 2050 يتوقع أن يهبط صيد الأصناف الرئيسية من الأسماك بما يصل إلى نسبة 40% في المناطق المدارية، حيث تعتمد سبل العيش والأمن الغذائي بشكل قوي على قطاع الثروة السمكية.

من المتوقع أن يفضي تغير المناخ في الفترة ما بين عام 2030 و2050 إلى نحو مئتين وخمسين ألف وفاة إضافية سنويا جراء سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.

التغير المتزايد في أنماط سقوط المطر يؤثر في إمدادات المياه العذبة، ويمكن أن يلحق نقص المياه النقية الضرر بالصحة وأن يزيد مخاطر الإصابة بالإسهال الذي يودي سنويا بحياة ستين ألف طفل دون سن الخامسة كل عام.

في الأحوال الشديدة تؤدي ندرة المياه إلى الجفاف والمجاعة.

ومن المرجح أن تغير المناخ بحلول التسعينيات من القرن الحادي والعشرين سيزيد المساحة المتضررة من الجفاف وسيضاعف معدل تواتر نوبات الجفاف الشديدة وسيزيد متوسط مدتها ست مرات.

الفيضانات تزداد تواترا وشدة نتيجة تغير المناخ، وتتسبب في تلوث إمدادات المياه العذبة وتزيد مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.

وتوصل أحد التقديرات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن تغير المناخ قد يتسبب في ما يقرب من مئتين وخمسين ألف حالة وفاة إضافية سنويا بين عامي 2030 و2050، وثمانية وثلاثين ألف حالة بسبب تعرض كبار السن لدرجات الحرارة المرتفعة، وثمانية وأربعين ألف وفاة بسبب الإسهال، وستين ألف وفاة بسبب الملاريا، وخمسة وتسعين ألفا بسبب سوء التغذية في مرحلة الطفولة.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This