لطالما تجمهر المواطنون، في مختلف بلدان العالم، ومن مختلف الأديان والأجناس والطوائف للإضراب والتظاهر ضد الظلم أو غلاء الأسعار، أو أية قضايا اجتماعية وسياسية ودينية أو حتى أفكار وإيديولوجيات.. إلا أن إضراب يوم أمس كان بسبب تغيّر المناخ!
نعم، فإن تفاقم التداعيات المترتّبة عن التغيرات المناخية حدا بالناشطة الصغيرة السويدية غريتا تونبرغ إلى الدعوة للإضراب والمطالبة بتدابير أكثر صرامة لحماية البيئة. الصرخة التي دوّت منذ صيف 2018 وجدت صداها يوم أمس الجمعة، وبعد أن كانت تونبرغ تضرب كل يوم جمعة عن الدراسة وتتظاهر أمام البرلمان في ستوكهولم حاملة لافتة كتب عليها “الإضراب عن الدراسة من أجل المناخ”، انتقلت العدور ألى بعض البلدان الاوروبية كبلجيكا وألمانيا، واليوم انتقلت لتصبح الصرخة عالمية من سيدني إلى مونتريال ومن طوكيو الى باريس مروراً بهونغ كونغ وكمبالا.
فقد تجمهر يوم أمس طلاب معظم المدارس في البلدان المذكورة لمطالبة حكوماتهم بالقيام بواجباتهم وتقديم أدلة على اتخاذ التدابير اللازمة لكبح الاحترار المناخي وحصره بدرجتين مئويتين مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية بموجب اتفاق باريس.
وكانت حركة “Fridays for future “، التي أطلقتها الناشطة البيئية البالغة من العمر 16 عاماً، قد توقّعت تنظيم أكثر من 1000 تجمع في نحو 100 بلد.
في الوقائع، شارك طلاب مدارس من 92 دولة في أكثر من 1200 مدينة حول العالم في الإضراب للضغط على حكوماتهم من أجل الالتزام بخطط مكافحة التغير المناخي، وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.
وتجمع الأطفال والشباب في مسيرات بالشوارع ، ليحثوا الحكومة على اتخاذ إجراءات ضد التغير المناخي. وأصبح هؤلاء التلاميذ أول المحتجين كجزء من 1600 فعالية في أكثر من 100 دولة.
وقالت صوفي هاندفورد (18 عاما) المنسقة الوطنية للفعالية لوكالة الأنباء الألمانية “نحن من سنرث هذا الكوكب”. وأضافت: “نحن نستحق أن يكون لنا رأي حول نوع مستقبلنا، والذي قد يكون غير موجود في هذه المرحلة ما لم ننهض ونبين للسياسيين مدى أهمية هذا بالنسبة إلينا”.
واتسعت الحركة الطلابية لتشمل أولياء الأمور والأساتذة لاحقاً، وإن كان عنوان المسيرات أن تبدأ انطلاقتها من طلبة المدارس، إلا أن الجامعيين وقطاعات مختلفة من المجتمع المدني ومن السياسيين شاركوا في الحدث، خصوصاً أن نواباً وموظفين حكوميين شاركوا الطلاب في مسيرات مماثلة سابقة في بريطانيا وإيطاليا والسويد واليابان وأوغندا وغيرها.
ونشطت جهات بيئية كثيرة للتعبير عن جدوى الحراك والتحذير من التقصير الحاصل حالياً تجاه ملايين البشر الذين يعيشون في ظروف بيئية خطيرة في المدن والأرياف على حد سواء، إن بسبب تلوث الهواء والمياه والتربة، أو نتيجة جرف الغابات واستهلاك ثروات المحيطات وتلويثها أيضاً، وعدم ضبط مشاريع الصناعات الكبرى المتفلتة من القوانين التي يصل ضررها إلى الغلاف الجوي للأرض.
وقال أحد قادة الاحتجاج للحشود التى ترتدى الزى المدرسى “هذه مجرد البداية. هذا أول إضراب لنا وأول تحرك لنا معا… سنواصل قيادة المزيد من الحملات حتى يحدث شيء!
تحدثت المعلومات عن مشاركة تونس ولبنان في هذه الإضرابات إلا أن الوقائع لم تتطابق مع هذه الاحاديث لكن ما يمكن التشديد عليه أن الأمور وصلت إلى حدها الأقصى ،وجرس الإنذار ارتفعت أصواته فهل يحدث التغيير؟