دائما يفاجئنا البحر بعطايا وثروات تؤكد غناه بتنوع بيولوجي نادر، أسماكا وكائنات تمثل سمة خاصة في محيطنا المتوسطي، لكن بالأمس فاجأنا بلقيا نادرة ولكن لا حياة فيها، وكانت عبارة عن دولفين نافق جرفه الموج إلى شاطئ بلدة عدلون في قضاء صيدا، وكالعادة “اشتعلت” مواقع التواصل الاجتماعي بالصور والتعليقات، وبعضها يجانب الحقيقة خصوصا لجهة تحديد أسباب نفوقه.
بين من أشار إلى أنه قضى بسبب الديناميت، أشار آخرون إلى أن سبب النفوق عائد إلى التهام الدولفين لكميات من البلاستيك، إلا أن أيا من هذه الأسباب لا يمكن البناء عليها، ولذلك لم نتبنَّ أيا منها، بانتظار القرار الفصل من قبل علماء في مجال الحياة البحرية.
سحبه من المياه
وفي هذا السياق، ووفقا لما وردنا من معلومات، فقد عثر مواطنون يوم الإثنين 1 نيسان (أبريل) على دولفين نافق على البحر مقابل بلدة عدلون الجنوبية، وقد تم سحب الدولفين من المياه وإلقائه على الشاطئ، ما أثار فضول المواطنين، خصوصا وأن الدولفين من الحيوانات البحرية النادرة والذكية والمحبوبة ولا تشكل خطرا على رواد البحر، ومحظور صيدها والتعرض لها، وفقا للقوانين اللبنانية، وقد وثق موقعنا greenarea.info في السنتين الماضيتين بعض حالات النفوق في منطقة طبرجا وغيرها.
الجندي
وفي هذا السياق، قال مدير “المركز اللبناني للغوص” يوسف الجندي لـ greenare.me أنه “تم إبلاغي من قبل المواطن محمد الجندي من بلدة عدلون بأنه عثر على دلفين دافق بالقرب من منزله الشاطئي، دون أي آثار قتل أو تعذيب”، وأضاف: “توجهت على الفور إلى المكان ومن ثم تواصلت مع (مركز علوم البحار) في البترون”، لافتا إلى أنه “سيتوجه أحد الخبراء من المركز لتشريحه ومعرفة نوعه، والوقوف على أسباب نفوقه”.
مركز علوم البحار
وفي السياق عينه اتصل greenarea.info بالدكتور شريف جمعة من “مركز علوم البحار”، فأشار إلى أن “المركز سيوفد غدا من قبله مسؤولين لتشريحه ومعرفة سبب النفوق وتوثيق الحالة”.
ومن جتهه، وأشار الجندي أيضا إلى أن “جثة الدولفين لم تتعرض لطعنات أو ضربات ما يبعد فرضية أن يكون قد تعرض لاعتداء أو اصطدام عرضي بأحد المراكب أو القوارب”.
صيادو الصرفند
وكانت صفحة “صيادو الصرفند” على موقع “فيسبوك” قد وثقت الدولفين النافق بالصور، وتم تزويدنا بها موقعنا بها.
الدليل الحقلي
وبحسب “الدليل الحقلي لتعيين هُوية الموارد البحرية الحية لشرق البحر الأبيض المتوسط وجنوبه” لأخصائي البيولوجيا البحرية وعلوم البحار والأستاذ في الجامعة الأميركية البروفسور ميشال باريش، “ينتمي هذا الدولفين إلى العائلة الدولفينية ورتبة الثدييات المائية، واسمه العلمي Tursiops tracatus ويعرف باللغة الإنكليزية Bottlenose Dolphin وبالعربية دولفين كبير”.
ويتواجد في البحر المتوسط، وهو شائع إلى عرضي في المنطقة، ينتشر في المياه المعتدلة والمدارية، وفي جميع المحيطات، قد يشاهد بعيدا عن الشاطئ قرب المنحدرات القارية، وهو ولود، يعيش ضمن مجموعات تتفاوت أعدادها بين 4 و35 فردا، لدى هذا النوع ميلا واضحا لافتراس الحيوانات المجاورة للقاع، وفي بعض الأحيان يتبع السفن الجارفة أو يأخذ الأسماك من الشباك المشربكة أو المبطنة، لا أهمية له في الصيد، يباع بصورة غير مشروعة في بعض المناطق للإستهلاك البشري، وأحيانا يقتل بدافع القتل فقط”.
المواصفات
يتراوح الطول الكلي لـ “الدولفين الكبير” بين 2.5 و3.5 وقد يصل إلى 4 أمتار، يتميز بمنقاره القصير وفمه الذي يشبه عنق الزجاجة، ويتميز كذلك ببروز فمه السفلي بالنسبة للعلوي، زعنفته الظهرية تميل بزاوية إلى الوراء وهي مثلثة الشكل، يشتهر هذا النوع من الدلافين بذكائه ومرحه، لذا فهو النوع الأكثر شيوعا في عروض الدلافين.