بعد تسجيل ظهوره للمرة الثانية في بلدة كفركلا على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وفي أقل من شهرين، بدا واضحا أن طائر “باراكيت الأخضر” تحول من غاز إلى مقيم، ولا ننسى ظهوره أيضا في بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل أواخر العام الماضي، فضلا عن تسجيل عبوره في محيط هذه القرى والبلدات.

وإذا ما استمر انتشار هذا الطائر أبعد من مناطق الجنوب، وهذا ما هو مرجح، خصوصا وأنه قد يكون لهذا الإنتشار تبعات على خطيرة على الأنواع المقيمة، فضلا عن آثار تطاول القطاع الزراعي، ففي صور تم التقاطها قبل يومين، تم رصد سرب من الـ “باراكيت الأخضر” على شجرة مثمرة، إلا أن مواجهة هذه المشكلة لا تكون بالضرورة بقتل أسرابها، وإنما في اعتماد السبل الآيلة إلى الحد من تكاثرها وانتشارها والتي يقترحها بعض الخبراء في هذا المجال.

في كفركلا

المواطن محمد أبو طعام قال لـ greenarea.info: “أشاهد هذا الطائر منذ نحو عشرات سنوات، وقد لفت انتباهي قبل يومين مرور سرب قدرت أعداده بحوالي 30 طائرا في كفركلا وجوارها، ووثقت استراحتها عند شجرة (أكي دنيا)”.

مشكلة عالمية

والجدير ذكره في هذا السياق أن ثمة مشكلة تتخطى لبنان في موضوع الأنواع الغازية، وقد باتت تمثل مشكلة عالمية تهدد التنوع الحيوي في منطقة معينة، كما هو الحال بالنسبة إلى الأسماك والكائنات البحرية الغازية التي بدأت تهدد الثروة السمكية، فضلا عن أن طائر الـ “باراكيت الأخضر” انتشر إلى جانب “طائر المينا” الذي يهدد بدوره الطيور المحلية المقيمة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى النباتات.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن ثمة عوامل عدة وراء هذه الظاهرة، وأهمها تغير المناخ وتدخل الإنسان، خصوصا وأن هذا الطائر انتشر في المناطق الحدودية، والمعروف أن فلسطين تعاني من نتائج سلبية بسبب الـ “باراكيت الأخضر”، بحيث بات يهدد المواسم الزراعية.

 

البروفسور جرادي

وبحسب الخبير في مجال الطيور والأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية سابقا، البروفسور غسان جرادي فقد أشار إلى أن “الببغاء المطوق الصغير Ring Necked Parakeet، اسمه العلمي Psittacula krameri هو طائر دخيل يلي طائر المينا من حيث الخطورة على التنوع البيولوجي واقتصاد المزارع”، ورأى أن “هذا الببغاء لا نجده إلا نادرا، ويشاهد قليلا في مزارع ضواحي بيروت، ويعود سبب ندرته إلى أن الناس تقبض عليه بالحيلة من أجل إقتنائه في أقفاص في المنازل”.

وبحسب جرادي أيضا “اعتاد الناس إقتناء الببغاوات منذ زمن بعيد، أما إذا حدث أن تكاثر بسرعة فقد يقضي على محاصيل الفاكهة يحث يحب أن يأخذ من كل ثمرة قضمة وبالتالي يؤثر على المحاصيل وجودتها”.

 

عيتاني

 

رئيس لجنة التوعية والتوجيه في “مركز الشرق الاوسط للصيد المستدام”، رئيس “التحالف اللبناني لحماية الطيور” الناشط فؤاد عيتاني، قال لـ greenarea.info: “هذا النوع من الببغاء موطنه الهند، ومتواجد في معظم بلدان الخليج وأوروبا وفي فلسطين المحتلة، وهو طائر مستجد ويتأقلم بسرعة مع محيطه الجديد، وفي لبنان تم إطلاق أعداد منه في الجامعة الأميركية في بيروت، واسمه Rose-ringed Parakeet، ويعرف بـ “باراكيت الأخضر”، يتميز بقدرة سريعة على التكاثر، ويفرخ عادة في ثقوب الأشجار، وهناك نوع آخر منه موجود في أفريقيا”.

وأضاف: “هذه الأنواع تقتات على الحبوب والفاكهة، وهي من أكثر الطيور قدرة على التأقلم مع ضوضاء المدن، وهو منتشر في معظم مناطق العالم، وفي فلسطين المحتلة يصنف على أنه من الآفات الزراعية، نظرا لتأثيره على المواسم الزراعية”.

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This