نظم إتحاد بلديات الضنية ورشة عمل في مقر ببلدة بخعون، حول مشروع “العمل من أجل المناخ في جنوب البحر المتوسط” (Clima -Med ) الممول من الإتحاد الأوروبي والذي يهدف إلى مساعدة البلديات على إعداد خطط الطاقة والمناخ، وتحسين آلية تمويل المشاريع الخاصة بالطاقة والمناخ.
حضر الورشة رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس إتحاد بلديات البترون مارسيلينو الحرك، رئيس إتحاد بلديات المنية عماد مطر، رئيس إتحاد بلديات زغرتا زعني خير، مصطفى الدركوشي ممثلاً إتحاد بلديات نهر الأسطوان في عكار ورئيس بلدية منجز ـ عكار جورج يوسف الذي قدم تجربة بلديته في هذا السياق، ورؤساء بلديات من الضنية والشمال.
القعسماني
تحدث في الورشة الخبير الرئيسي في إعداد خطط الطاقة والمناخ في منطقة المشرق أسامة القعسماني، الذي دعا البلديات إلى “الإنضمام إلى مشروع العمل من أجل المناخ في جنوب البحر المتوسط الذي يهدف إلى مساعدة البلديات على وضع خطط تتعلق بالطاقة والمناخ في نطاق عملها، وتحديد الأولويات ذات الصلة”.
أضاف: “يوجد عندنا خبراء يساعدون البلديات في تنفيذ المشاريع، خصوصا في مجال الطاقة، لكن المشكلة الأساسية هي في توزيع المساعدات، والمطلوب وضع خطة إستراتيجية واضحة وصحيحة ناتجة عن دراسة معمقة للواقع ونحن مستعدون لتمويلها، ونحن نساعد في كيفية تحليل الوضع القائم، على أن نخرج بخطة متكاملة تنفذ على مدى طويل وبتمويل مختلف”.
وقال: “سنساعد البلديات التي ستنضم إلى المشروع في تجهيز الملفات المتعلقة بمشاريع الطاقة والمناخ ليتمكنوا من تقديمها للجهات التمويلية المحلية والعالمية، بالاضافة إلى تشجيع التنمية المستدامة في نطاق عمل البلديات للمحافظة على البيئة وخلق فرص عمل في نطاق البلديات واتحادات البلديات على المدى البعيد، من خلال الإضاءة على كثير من الجوانب الحياتية والإقتصادية في المجتمعات المحلية”.
وأوضح أن “الهدف من وضع الخطط هو أن نحدد حاجاتنا وتحقيق تنمية مستدامة، على أن نخرج بخارطة طريق للتنمية تمتد لسنوات عدة، وعلينا أن نحدد حاجاتنا ورؤيتنا للمستقبل وننطلق بعدها بخطة متكاملة، وسنعمل مع وزارات الداخلية والبيئة والطاقة لنعرف سياسات البلد العامة، وسنحدد حاجات البلديات والمواطنين الأساسية، وسينصب تركيزنا على السياسات المناخية وتعزيز أمن الطاقة، والقدرة على التكيف لدى البلديات الشريكة من أجل تشجيع إنتقالها إلى اقتصاد منخفض الكربون ومقاوم للمناخ، وإعداد خطط عمل وتحديد المشاريع القابلة للتمويل وتحديد أولوياتها”.
وقال: “إن انضمام البلديات للعهد العالمي للطاقة والمناخ مجاني تماما، ويسهم في إدخال البليات في أكبر ناد للطاقة والمناخ في العالم، وهو يضم نحو 10 آلاف بلدية، ويمكن الإستفادة من تجارب البلديات المنضمة للعهد، كما أنه يوجد كم هائل من المعلومات والتجارب والخبرات يمكن الإستفادة منها”.
سعدية
وألقى سعدية مداخلة وقال: “يهمنا المشروع والخطط المتعلقة به وتمويل المشاريع التي تعنينا، لإيجاد الخطط وتطويرها في مرحلة أولى قبل التمويل، ونحن موافقون على الإنضمام إلى العهد العالمي للطاقة والمناخ، ولدى بعض البلديات عندنا مشاريع وخطط يمكن الإستفادة منها”.
وقال: “الإتحاد الأوروبي شريك أساسي لنا، كما يوجد مصادر تمويل أخرى، مثل البنك الإسلامي للتنمية الذي سوف نعقد قريبا إجتماعا معه، كما يوجد أيضا شراكات لنا مع بلديات ومع إتحادات بلديات عديدة، والشركاء يساعدوننا في تنفيذ مشاريع تعود بالنفع والفائدة على جميع البلديات”.
أضاف: “الإتحاد الأوروبي أقر مبلغ 100 مليار يورو لمساعدة دول جنوب البحر المتوسط للتنمية المستدامة على صعيد الطاقة والمناخ والإانبعاث الحراري، والخطط العائدة للبلديات والتي سنقدمها ستحصل على التمويل اللازم من الإتحاد الأوروبي ومن جهات مانحة أخرى، مع مراعاة خصوصية كل بلدية ومنطقة ودولة، ونأمل من خلال مشروع “العمل من أجل المناخ في جنوب البحر المتوسط” تحقيق ما يلزمنا من مشاريع تحتاجها منطقتنا”.
يوسف
وعرض يوسف تجربة بلديته مع المشروع، وأوضح أن “هناك ثلاث بلديات فقط في لبنان أنجزت خططا والتزمتها واستفادت من تمويل الإتحاد الأوروبي مشاريع فيها، هي منجز وبعقلين وقب الياس”.
وقال: “أوجدنا خطة وافق عليها الإتحاد الأوروبي ساعدتنا في الحصول على تمويل لمشاريع تنموية، لأن الإلتزام المعنوي بالخطة وكيفية ترجمة الإلتزام بتنفيذها ضروري للغاية، وهذه الخطة تهدف إلى تخفيف استهلاك الطاقة والتكيف مع التغير المناخي من خلال القيام بعمليات رصد في البلدة وتحديد المشكلة”.
أضاف: “هذه الخطة التي حصلنا بموجبها على تمويل بعض المشاريع في البلدة المتعلقة بمجالي الطاقة والمناخ، ساعدتنا، بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في إنشاء محطة كهرباء تعمل على الطاقة الشمسية تكفي حاجات البلدة بكاملها خلال فصل الصيف، من منازل ومحال تجارية وحتى المدارس”.
ثم عرض القعسماني تفاصيل المشروع على شاشة كبيرة داخل قاعة الإجتماعات الرئيسية في مقر الإتحاد. وتخلل الجلسة نقاش وحوار بينه وبين رؤساء إتحادات البلديات ورؤساء البلديات المشاركين في الورشة.