يعتبر العالم العربي غني بالكثير من الموارد الطبيعيّة، التي تجعل منه بيئة مميزة. إلآّ أنّه للأسف، ومع عدم توحد البلدان العربية على المستوى السياسي والإقتصادي، فإنّ ذلك ينعكس على كافة المستويات، التي تترجم هشاشة في الموارد على أرض الواقع.
تقييم الواقع المائي
أطلق المجلس العربي للمياه بالتعاون مع مركز البيئة والتنمية، للإقليم العربي وأوروبا “سيداري” والشراكة المائية المصرية، “التقرير الثالث من سلسلة تقارير الوضع المائي في المنطقة العربية”. ويتضمن تقييم الوضع المائي في البلدان العربية من خلال عدّة مؤشرات.
والجدير بالذكر أن المجلس العربي للمياه، يقوم بالتعاون مع مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا “سيداري”، بإعداد سلسلة من التقارير عن الوضع المائي العربي، تهدف لتوفير قاعدة للنهوض بتنمية، وتقييم الموارد المائية على مستوى المنطقة العربية.
أما فيما يتعلق بالمؤشرات، فهناك أكثر من 15 مجموعة من المؤشرات منها الإحتياجات المائية، الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية، مؤشرات متابعة الإنجاز في أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030، بالأخص الهدف السادس، ومنها خدمات المياه والصرف الصحي المناسب للجميع. هذه المؤشرات مما يساهم في وضع السياسات وصناعة القرار، وفي إعداد المشروعات الإستثمارية الهامة والسياسات الجديدة، اللازمة لتطوير قطاع المياه.
ضرورة التعاون
يعتبر التعاون السياسي، مهم جداً بين دول العالم العربي، فلذلك الكثير من الإنعكاسات الإيجابيّة. في هذا الإطار، يُشار إلى أن التقرير الثاني للوضع المائي في المنطقة العربية، الذي أعده المجلس العربي للمياه بالتعاون مع مركز البيئة والتنمية “سيدارى”، وفي معرض حديثه عن أهمية التعاون السياسي، أوضح أن إنفصال السودان إلى دولتين في 2010، كان من أكثر التطورات السياسية الهامة، التي أثّرت بشكل مباشر على الموارد المائية الكليّة في المنطقة العربية .
حيث فقدت المنطقة حوالي 732 بليون متر مكعب من المياه، وأن إجمالي متوسط حجم المطر السنوي وهي موحدة كان 1.092 بليون متر مكعب، وأن متوسط عمق المطر السنوي في المنطقة العربية يبلغ 229 ملليمتراً، بينما إجمالي حجم المطر 1.384 بليون متر مكعب.
في حين أشار التقرير إلى أن المنطقة العربية قامت في عام 2012، بإستيراد 274 بليون متر مكعب من المياه الإفتراضية، في صورة 87 مليون طن من الطعام، في حين قامت بتصدير 55 بليون متر مكعب فقط، أي بما يمثّل 19 مليون طن من الطعام، وفي نفس العام تم إنتاج “طعام” إستخدم حوالي 282 بليون متر مكعب.
… وبناء العلاقات
يتناول التقرير تقييم الوضع المائي على مستوى 22 دولة عربية، حيث يلقي الضوء على إحتياجاتهم وإستخداماتهم المائية، حيث تم تغطية مجموعة من مؤشرات المعرفة جيداً . التي أخذت في الإعتبار مواضيع مثل المياه المتاحة، وإستخدامات المياه، وتغير إستخدامات الأراضي، والسكان والطاقة، والصحة، والمناخ، والإقتصاد، والسياسة الخارجية.
في الجهة المقابلة، يوضح التقرير إرتباط المياه بالشؤون السياسية والخارجية، من خلال الموارد المائية المشتركة، حيث يوجد 12 دولة عربية تعتمد على الموارد المائية الخارجية، مما يتطلب ضرورة بناء علاقات سياسية بين تلك الدول والدول الأخرى المتشاطئة في أحواضها.
تتمتع دول العالم العربي بالكثير من الموارد البيئيّة المهمة، الكفيلة بجعلها من أقوى الدول فيما لو تم التعاون فيما بينها، من أجل إستثمار هذه الموارد بشكلٍ أفضلٍ، وبفعالية أكبر. ففي الإتحاد قوّة ولدى العالم العربي، العديد من القدرات التي يمكن أن تجعل منه قوّة في وجه دول العالم كلها.