استهل وزير البيئة فادي جريصاتي جولته في البقاع الغربي، بلقاء موسع عقد في مقر اتحاد بلديات السهل في غزة، مع رئيس اتحاد بلديات السهل محمد المجذوب ورئيس اتحاد بلديات البحيرة المهندس يحيى ضاهر وقائمقام البقاع الغربي وسام نسبين ممثلا محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة ورؤساء بلديات قرى الاتحادين وعدد من الفاعليات، واستمع الى مطالبهم وشرحهم عن تلوث الليطاني.
وتحدث المجذوب عن مقاربتهم لهذه المشكلة التي يعاني منها أهالي المنطقة وخصوصا القرى المحاذية لنهر الليطاني وسبل معالجة التلوث وأزمة جمع النفايات ومعالجتها وتلوث النهر الذي يسبب حالات كثيرة من الامراض السرطانية، بالإضافة إلى الجهود التي بذلت من أجل الحد من تفاقم هذه المخاطر، وشدد على أن “ما يحصل كارثي وواجب الدولة إيجاد الحلول العلمية والعملية لمعالجة تلوث النهر ورفع التعديات وإنشاء محطات التكرير وتكثيف الرقابة على النهر ومحاسبة المعتدين”.
ولفت ضاهر الى “أهمية تعاون كل الوزارات المعنية والسلطات المحلية والبلديات من أجل معالجة تلوث الليطاني وتشديد الرقابة على النهر ومعاقبة المعتدين وتحمل المسؤولية إزاء تفاقم المخاطر”، داعيا الى “خطة طوارىء بيئية من أجل رفع منسوب الوعي عند المواطنين”، مشددا على “أهمية استكمال بناء محطات التكرير ومعامل معالجة النفايات ووضع قوانين حماية الليطاني”.
وبعد مداخلات لعدد من رؤساء البلديات، أكد جريصاتي أن “هناك خطة في وزارة البيئة لمعالجة النفايات من المصدر، وهناك قانون يعد في مجلس النواب لفرض مبلغ عشرة آلاف ليرة على كل منزل لمعالجة النفايات، تذهب مباشرة للبلدية من دون أن تدخل الى الصندوق البلدي المستقل”، مشددا على أن “ثمة خطة نموذجية للبقاع الغربي لتصنيف الاراضي الزراعية والتوجه الى المناطق الجبلية للعمران”، واكد ان “معمل فرز النفايات في جب جنين سيعمل ليستوعب الجزء الاكبر من نفايات البقاع الغربي لمعالجة النفايات ومنها النفايات الصلبة، وان الخطة مستمرة ضمن المخطط التوجيهي للمقالع والكسارات في السلسلة الشرقية”. وحذر من “رمي النفايات الزراعية والنفايات الحيوانية في نهر الليطاني بدلا من معالجتها”، داعيا البلديات الى “تحمل مسؤولياتها ومراقبة النهر كل في نطاقه، من اجل بناء دولة، وبالتالي تعميم ثقافة حماية البيئة واحترام القانون وتطبيق المواطنية الحقيقية”.
وانتقل جريصاتي ورؤساء البلديات الى مكب النفايات على ضفاف الليطاني بين بلدتي المنصورة وغزة لمعاينة الأضرار التي تخلفها المكبات على النهر. وأكد جريصاتي ان “خطة وزارة البيئة تشمل معالجة المكبات العشوائية وهذه الظاهرة سوف تعالج بشكل جدي وعلمي، من خلال معمل فرز ومعالجة النفايات في جب جنين، وبالتالي جمع كل نفايات بلدات الاتحادين”، شاكرا لرؤساء الاتحادات والبلديات جهودهم ومساعيهم، ونوه بدور الUNDP. وقال: “هذا المكب يجب ان يغلق ويتحول الى مطمر صحي مئة في المئة ليصير حديقة عامة بعد فترة وهو إنجاز كبير لبلدية غزة ورئيسها لننتهي من مسألة حرق النفايات، والعنوان المهم ايضا هو موضوع الفرز من المصدر إذ هناك جهود بذلت وجهود ستبذل، وأهميتها على المستوى الوطني والبيئي أنها تؤمن للبلديات مدخولا ايضا. الدولة كانت مقصرة في هذا الأمر، واليوم يجب ان نتعاون جميعا ويجب ان تساعد الدولة في إنشاء المعامل وتأمين وسائل نقل النفايات ومعالجة الصرف التي سنتابعها مع وزارة الطاقة ومجلس الانماء والاعمار”.
وانتقل جريصاتي والوفد الى بلدة خربة قنافار وسيزور مقالع ميدون ومقالع سد القرعون ومحطة تكرير المياه المبتذلة في عيتنيت ومعمل جب جنين لفرز النفايات ومرملة عيتا الفخار ومعمل فرز النفايات في المنارة ومكب حوش الحريمة والخيارة، وسيلتقي رئيس مصلحة الليطاني، وسيختتم جولته البقاعية بعشاء يقيمه وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد.