لم تعد تكفي التحذيرات المتكررة في مواجهة أضرار التغيرات المناخية وتداعياتها التي توسّعت في السنوات الأخيرة لتطال مختلف الدول في كل أصقاع العالم. فإن بعض الزعماء ممن يعارضون هذه “البدعة” لا يزالون غير مقتنعين بأهمية التوحّد لأجل خلاص البشرية من مصير قد يكون أسود بعد سنين طويلة.
في المقابل، فإن الفئة الأكبر من الزعماء باتوا على دراية تامة بمفاعيل الإحترار المناخي والتوقعات السلبية في شأنها، وبالتالي فقد باتوا يرسمون الخطط التنموية البيئية السليمة كي لا يضيع العالم .
أكبر المظاهر التي باتت تفرض نفسها هو تبدّل الفصول وتداخلها بشكل باتت الدول تائهة بين حريق وغريق لا تعرف صيفها من شتائها ولا ربيعها من خريفها… أما الحلّ فكان في إعلان “حالة طوارىء مناخية”!
وبينما يحاول العالم مواجهة التغيرات المناخية على مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالات، لا يزال لبنان يغرق في نفاياته ويوسّع أطر مطامره التي في غالبيتها غير صحية، فضلاً عن أنه يبحث عن محارق كحل أولي وأساسي ضارباً في عرض الحائط خطورة الإعتماد عليها في بلد لا يحترم الآثار البيئية لأي مشروع يقام على أرضه.
في التفاصيل، تعهدت آلاف الجامعات من مختلف أنحاء العالم الانخراط في جهود مكافحة الاحترار المناخي العالمي من خلال الانضمام إلى خطة عمل للأمم المتحدة تنص أيضا على حشد طاقات الطلاب في هذه القضية. ووعدت هذه المؤسسات في رسالة حملت عنوان “حالة طوارئ مناخية” بتحييد أثر الكربون بحلول 2030 أو في 2050 كحد أقصى، وبحشد موارد إضافية في مجال البحث وتطوير المهارات والتعليم البيئي في البرامج التربوية الجامعية. وقالت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إينغر أندرسن “ما ندرّسه يحدد شكل مستقبلنا”، مشيدة بهذه المبادرة التي قدمت خلال اجتماع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأضافت “الشباب باتوا يتصدرون بصورة متزايدة المشهد على صعيد النداءات لتعزيز العمل في مواجهة التحديات المناخية والبيئية. المبادرات التي يشترك فيها الشباب مباشرة في هذا العمل الدقيق تشكل مساهمة قيّمة”.ومن بين المؤسسات التربوية الموقعة على هذه المبادرة ثمة جامعة زايد الإماراتية وغوادالاخارا المكسيكية وستراثمور الكينية وتونغجي الصينية وكيدج بزنس سكول الفرنسية وغلاسغو الاسكتلندية وجامعة ولاية كاليفورنيا الأميركية ومدينة سيدني والمملكة المتحدة ، لندن وفانكوفر وبازل.. ويأمل المسؤولون عن المبادرة انضمام أكثر من عشرة آلاف مؤسسة جامعية إلى خطة العمل ومحاربة كابوس التغير المناخي.
مبادرات يطلقها المجتمع العالمي ، في حين أن بلادنا تغرق في نفاياتها وتتقاذف الإتهامات في ما بينها وترمي المسؤوليات هنا وهناك في عدد من المشكلات البيئية في حين أن الإدارة المتكاملة للنفايات تشكّل الحل الاولي والأساسي لحل المعضلة الأكبر في لبنان بعيداً من رفع نسبة تلوّث الهواء بدخان محارق يحاول البعض جاهداً إقرارها بأي ثمن !