رعى وزير البيئة فادي جريصاتي افتتاح محمية جزر النخيل الطبيعية في طرابلس، بمشاركة النائب فيصل كرامي وايلي عبيد ممثلا النائب جان عبيد وممثلي لجنة المحمية ولجنة رعاية البيئة وناشطين بيئيين.
كرامي
وقال النائب كرامي: “رحبنا بمعالي الوزير في هذه الزيارة المباركة إلى مدينة طرابلس، وبطبيعة الحال وقبل الدخول بالموضوع الأساسي، وهو إعادة افتتاح جزيرة النخيل، كان لنا جولة شملت مكب النفايات في المدينة ووعدنا بزيارة قريبة لإيجاد الحلول المناسبة، وقد رأى بأم العين ما تعانيه طرابلس من حالة مهترئة على الصعيد البيئي، ونحن لنا ملء الثقة بمعاليه بهذا النشاط الكبير الذي يقوم به على صعيد البيئة، وليس فقط في طرابلس بل في كل لبنان، وطبعا تباحثنا في موضوع النفايات والأزمة المستجدة في جرود الضنية وفي زغرتا اهدن وفي الكورة، وهذه المناطق التي تعتبر طبيعيا الرافد الأساسي للمياه العذبة التي تغذي مدننا في طرابلس وفي كل لبنان، لذلك ثقتنا بكم كبيرة أن تؤدي المباحثات التي تديرونها إلى إيجاد الحلول لهذه الأزمة بما يضمن بيئة وصحة اللبنانيين”.
وتابع كرامي: “الأمر الآخر زيارتك اليوم هي تأكيد على حرصك على مدينة طرابلس التي تعاني من إهمال كبير، وزيارتك اليوم إلى جزيرة الأرانب هي تأكيد على أهمية مدينة طرابلس من ناحيتين، من الناحية السياحية لأننا نعرف انه في مدن أخرى وبلدان أخرى يبنون الجزر ليجلبوا اليها السواح، ونحن عندنا جزر، وللأسف لا نرى اهتماما بها من قبل الدولة اللبنانية، فزيارتك اليوم تعود لتسلط الأضواء من الناحية السياحية، ولكن لا سياحة بدون بيئة أيضا، لأن الناس يفترض بها أن تجد بتصرفها مرفقا نظيفا ومنظما، لذلك فإن ما قمت به من جهد بإعادة إحياء هذه الجزيرة تستفيد منه مدينة الميناء العزيزة على قلبي وعلى قلب كل طرابلسي وكل لبناني. ومن الناحية البيئية السياحة البيئية سياحة مهمة وكل الجوار يأتي إلى منطقتنا بحثا عن السياحة البيئية، فلذلك تكمن اهمية الجزر في امرين سياحي وبيئي، فأهلا وسهلا بك وانت مرحب بك برا وبحرا وجزرا. ونتمنى لك زيارات متكررة ونجاحا دائما”.
جريصاتي
وشكر الوزير جريصاتي كرامي على الإستقبال وقال: “تجمعنا الصداقة ومحبة طرابلس ومحبة لبنان، ونحن نتحدث مع نائب عن الأمة يعنيه كل لبنان، وقد بحثنا معا في مواضيع تتخطى طرابلس اليوم، ونحن متفقون على أن نعود لنعطي الدور البيئي لطرابلس، وهي دفعت ثمنا كبيرا وغاليا جراء معالجات جرت في الماضي ولم تكن كما يجب، واليوم نحن بصدد مرحلة جديدة ويجب أن نبعد المعالجات البيئية عن السياسة قدر المستطاع على أن تحظى بالدعم السياسي المطلوب كما هي الحال اليوم. واشكر الوزير كرامي على ثقته وعلى ما تفضل به، وعلى الدعم الذي حصلنا عليه منك، وهذا الأمر يبنى بالتعاون مع كل القوى السياسية حيث يمكننا أن نجد الحلول اللازمة”.
اضاف: “نحن كوزارة عندنا خطة وعندنا حلول، ونحن بصدد مرحلة صعبة نمر بها وربما اتخذنا قرارات صعبة ويجب أن نتقبلها جميعا ونتحمل بعضنا البعض في المرحلة الانتقالية للوصول إلى المرحلة التالية، ولكن الأكيد أننا يجب أن نمتلك رؤيا لنعرف إلى أين نمضي ونرفض التسويات على حساب صحة الناس. هذا الأمر ليس مقبولا ولن نعالج بعد الآن كما كان يحصل في السابق بالمسايرات والابتعاد عن السياسة البيئية الصحيحة وبعيدا عن المحاسبة، لأننا اذا لم نحاسب بعضنا البعض فالناس ستحاسبني ونحن سنحاسب أيضا المقاولين والمتعهدين. وأقول أن النفايات ليست أمرا معيبا هي صناعة. ثم أنني هنا اليوم لافتتاح الجزيرة، ويمكنها أن تعود لتضع طرابلس ولبنان كله على خريطة السياحة العالمية والبيئية. انا اتفق مع معالي الوزير لا سياحة ولا اقتصاد بدون بيئة، لذلك علينا أن نسوق شاطئا نظيفا وان يكون عندنا محطات تكرير، هذا بحرنا ثروتنا وربنا أنعم الله على طرابلس وعلى الشمال وكل لبنان بهذه الجزر الاستثنائية من ناحية التنوع الجيولوجي الذي نجهد لحمايته. وأعود لأقول لا تعارض بين فرص العمل وبين بقاء شبابنا هنا، وان يعمل أبناء طرابلس بمراكبهم وجهدهم بكرامتهم بارضهم وان يستفيدوا من هذه الجزيرة، ولكن أيضا يجب أن نعلم أن التنوع المتوفر على الجزيرة مسؤولية وطنية وليست مسؤولية البلدية أو مسؤوليتي انا ومعاليه، أنها مسؤولية الجميع في كل لبنان وهذا الأمر الذي يضعنا على الخارطة العالمية ويجلب لنا المساعدات من الخارج ويعطينا وجها حضاريا بأننا نعرف كيف نحمي الطيور العابرة وكيف نعطي أهمية لهذا التنوع الذي أعطانا اياه ربنا وهذا يجلب السياحة”.
وختم جريصاتي: “نحن اذا بصدد تجربة جميلة جدا، نزوج الفكرتين معا وأننا نتجه إلى طرابلس أجمل بكثير من الإيجابية وانا انظر الى غد أفضل وموسم ناجح وان يستفيد لبنان وتستفيد هذه الجزيرة. وأوجه الدعوة للقدوم إلى طرابلس التي تستحق كل اهتمام باهلها وهي مستعدة لاستقبال من يرغب بتمضية نهاره فيها”.
وانتقل الوزير جريصاتي بعد ذلك في جولة بحرية شملت جزيرة الأرانب التي نزل اليها متفقدا.