تعتبر منطقة الهرمل في مقدمة المناطق اللبنانية في مجال السياحة البيئية، تستفيد مما وهبها الله من مقومات طبيعية تنفرد بها عن سائر المناطق.
على مشارف الهرمل، وفي واد سحيق محفور وسط الصخور عند أقدام سلسلة جبلية، يتفجر العاصي من ينابيع عدة في مقدمها العين الزرقاء ونبع الدفاش الذي بمياهه المتدفقة يضفي إلى العاصي رونقا وروعة، فيما يتربع إلى اليمين دير مار مارون بعراقته وقداسته والمعاني التاريخية التي يمثلها منذ ايام القديس مارون وتلامذته الذين باركوا هذه المنطقة حيث كانت لهم بمثابة الحصن في مواجهة التحديات.
ومن امام الدير يظهر قاموع الهرمل منتصبا على تلة مشرفة، ليكون دليلا للقوافل ومنارة للمسافرين وحافزا لمزيد من الرغبة في الاستطلاع عن قرب لهذا المعلم التاريخي المشرف من موقعه على الهرمل وعلى القاع وسهولها. وشرقا تظهر القرى الحدودية منتشرة امامها ومشرفة على السهول ليكون التواصل مع الاطلال التاريخية في اللبوة ومثيل لها في ايعات قرب بعلبك، ليترك المزيد من الاحتمالات عن هذه المعالم.
بعد القاموع، يأتي مدخل الهرمل المزين بقوس النصر والأزهار الملونة والأشجار الخضراء باتجاه وادي العاصي الذي تنساب مياه نهره لتزرع الخير والجمال على ضفافه، وتنتشر على ضفافه مقاه ومطاعم وأحواض سمك الترويت ومتنزهات، بعضها حافظ على البساطة وأخرى تجارية حديثة وكلها تحتضن المناسبات والأفراح وتقدم أحدث الأطباق والمأكولات في ظل اجواء طبيعية هادئة.
وإلى بلدة الشواغير التي تتربع على الكتف الشرقي لنهر العاصي لتصل منها الى واد أبدع الخالق بما يحفل به من طبيعة خلابة، يسير العاصي وسط واد سحيق تنتشر حوله الأشجار، الصفصاف التي تلامس المياه وعناقيد العنب تتدلى وشجرة المشمش التي اقترن بها اسم الشواغير.. كذلك أشجار الزيتون المباركة والحور الذي ينتشر بشكل محاور وتجمعات إلى جوار أشجار الزينة التي تزين المقاهي، فيما مراكب “الرافتنغ” تمخر صفحة المياة إلى مسافات بعيدة ينفرد بها العاصي عن سائر الأنهار اللبنانية بغزارة ونظافة مياهه والشلالات الطبيعية التي تضفي متعة على هذه الرياضة المميزة، فيما تتوزع الأندية والمطاعم على طول المجرى لتقدم اشهى الوجبات.
وتتوزع أحواض ومزارع تربية سمك الترويت وفق أحدث الشروط الصحية والفنية، وتضفي مشاريع بلدية الشواغير بالتعاون مع جمعيات محلية رونقا خاصا من خلال تحديث الطرق وانشاء جدران الزينة. وتنساب روافد عدة من الينابيع لترفد العاصي بمياه عذبة يستعمل الاهالي بعضها للخضار والزراعات الأخرى والتي تمثل عامل رفد للحياة القروية.
ويعتبر جرد الهرمل المجاور، الموقع المثالي للتواقين للعودة إلى أحضان الطبيعة، بأشجاره المتنوعة وفي مقدمها اللزاب. وتتلاقى جرود الهرمل وعكار مع وادي جهنم والبحر المتوسط بارتفاع يصل حتى 3000 متر.
واكد حسين علوه، وهو من أصحاب المؤسسات، “ان الجرد يجمع بين السياحة في ربوع الطبيعة ويتيح المجال للتعرف على المحيط البيئي وممارسة رياضات واستكشاف أنواع فريدة من الأزهار والأعشاب والطبيعة الخلابة، في ظل أفضل التقديمات التي تجاري الحداثة من حيث الانارة بالطاقة الشمسية وتأمين الخدمات العامة مع الحفاظ على البيئة والمحيط الطبيعي.
من جهته، اعلن نائب رئيس بلدية جوار الحشيش علي جعفر “ان جرود الهرمل أضحت، إضافة إلى ما أنعم الله عليها وما تحفل به من أمن واستقرار، قبلة الزوار من مختلف المناطق. فيما لفت رئيس بلدية الشربين إلى الآثار النادرة، وخصوصا في محلة بريصا والتي تعود لأجيال قديمة كتب على لوحتها “نبوخذ نصر سيرة فتوحاته”.
نائب رئيس بلدية الهرمل عصام بليبل يأمل ان تكون الهرمل، سهلا وجبلا مع العاصي، “قبلة الضيوف لقضاء امتع الأوقات مع ما يتمع به أبناء المنطقة من حسن الضيافة وحسن الاستقبال”.
ألوكالة الوطنية للاعلام