في إطار خيار الدولة اعتماد المحارق كحل لأزمة النفايات، أصدر التحالف البيئي الوطني بياناً جاء فيه:
عد كل ما جرى ويجري على الساحة الوطنية من تباين ونقاشات على كل الصعد بما يعود لموضوع إدارة النفايات المنزلية الصلبة ولا سيما في موضوع خيار اعتماد المحارق في بعض المواقع، وبعد ما شهدته البلاد من حركات شعبية رافضة للمحارق لا سيما في بيروت والجية وآخرها يوم الإثنين ٣٠ تموز في دير عمار، لا تزال الحكومة تصر على اعتماد هذه التقنية دون الأخذ بعين الاعتبار واقع البلاد وسوء الإدارة وتركيبة النفايات التي بمجملها عضوية وعالية الرطوبة وغير مناسبة للحرق إضافةً إلى غياب البنى التحتية للتخلص من الرماد السام وغياب المراقبة والمحاسبة والكلفة العالية التي سيتحملها المواطن.
نرى وزارة البيئة تعد استراتيجية وتناقشها مع الفرقاء المعنيين وهي لا تزال تحتاج للخضوع لدراسة تقييم أثر بيئي استراتيجي قبل إقرارها، وفي الوقت نفسه تقدمت بخارطة طريق بعيدة كل البعد عن هذه الاستراتيجية وبدأت مناقشتها في لجنة وزارية ونرى اليوم دعوة رئيس مجلس الوزراء للفعاليات البيروتية للضغط باتجاه اعتماد المحرقة في بيروت ليسهل عمل بلدية بيروت التي تحت الضغط أقرت في اجتماعها السابق دراسة الجدوى والأثر البيئي للمحرقة.
إن إدارة النفايات في لبنان ما زال يغلب عليها منطق المحاصصة والربحية لبعض الشركات والسياسيين دون الأخذ بعين الاعتبار ما يناسب البلد وما يخفف من التلوث البيئي المستشري والأمراض والأكلاف. ما زلنا نركض ونناقش اعتماد الطمر أو الحرق وهي الحلول الأقل تفضيلاً ولم نبدأ بالعمل على التخفيف من إنتاج النفايات والنظر إليها كمورد يمكن استرداده.
إن التحالف البيئي الوطني يشدد على ضرورة التوجه إلى الخيارات البيئية بالدرجة الأولى ويقترح ما يلي:
١- ضرورة إعتماد دقيق لتطبيق السلم الهرمي لإدارة النفايات
٢- البدء بالتخفيف من إنتاج النفايات وتشجيع إعادة الاستخدام
٣- فرض الفرز من المصدر بحسب التعميم رقم 7/1الصادر عن وزارة البيئة وبحسب رزنامة موحدة في كل لبنان مع تغيير طرق الجمع وما يستلزمه من مواكبة في التدابير المركزية التي تُعنى بضبط الأوزان والكميات.
٤- تشغيل كل مراكز الفرز الثانوي في لبنان وتحديثها
٥- وضع إطار خاص ومنفصل لجمع النفايات العضوية ضمن خط مستقل كلياً عن باقي المواد حتى معالجتها بيولوجياً وتشجيع التسبيخ المنزلي وفي المؤسسات الكبرى والاسراع بإنشاء مركز التسبيخ الثاني لبيروت وجبل لبنان
٦- طمر العوادم فقط في مطامر صحية نظامية خاضعة لدراسات تقييم أثر بيئي.
تجدر الإشارة إلى أن المعالجة السليمة للنفايات، من أولها إلى آخرها سيؤدي حتماً إلى تراجع نسب الرفض لمواقع المعالجة في المناطق وسيكون ذلك مؤشراً إيجابياً عن تعاون الجميع عندما يكون العمل الصالح محور التخطيط المستند إلى استراتيجيات واضحة تعرف أين تبدأ وتعلم أين ستنتهي.