يعجُ التاريخ الأميركي بأسماءِ مجرمي الحروب، ومرتكبي المجازر بحق الشعوب، والى جانبهم تُدرج أسماء ناهبي الأمم ومدمِريها، بدءاً من مؤسس الولايات المتحدة الأميركية ” جورج واشنطن ” الذي لقبه هنود “السينيكا” بــ” هدام المدن ” بعد أن أمر بتدمير 28 مدينة من مدنهم الثلاثين، مروراً بالرئيس جيفرسون، الذي أمر وزير دفاعه بأن يواجه الهنود الذين يتصدون للتوسع الأميركي بالبلطة، وأن لا يضع هذه البلطة حتى يفنيهم، وصولاً الى الرؤساء المسؤولين عن الفظائع في فيتنام، فالرئيسين “بوش” (الأب والإبن) مجرميّ حروب الخليج، وليس انتهاءاً بــ”أوباما” الذي هدد بقصف دمشق، والرئيس الحالي “ترامب”.
ذاتهم الأميركيون الذين يخافون على حقوق الإنسان والديمقراطيات، كرموا مجرم الحرب، “ديلارد جونسون”، صاحب كتاب “آكل اللحم”، والذي قتل خلال خمسة أعوام خدمة في الجيش الأميركي، أيام حرب العراق، حوالي 2746 عراقياً، كبطل للحرب بــ37 ميدالية.
كما كرموا، ضابط المارينز “كريستوفر كايل”، الملقب بــ “الشيطان الرمادي”، والذي برع أيضاً، خلال الحرب على العراق، في قنص البشر، أطفالاً ونساء ورجالاً، بعدد من الميداليات والأوسمة، روى حكايته كتاب “قناص أميركي” الذي تحول إلى فيلم سينمائي.
وتُعادل التبعية السياسية للوحش الأميركي، الى حدٍ ما، الحروب والمجازر التي ترتكتبها الدول الإستعمارية بحق الشعوب الفقيرة، فلا يقل الدور القذر لأموال الخليج العربي (التُبَع)، في الحرب السورية، دمويةً عن دور الجزَّار الأميركي، حيث تُقدر المبالغ التي دُفعت للتحالف في كلا الحربين(السورية واليمنية) بتريليونات الدولارات!!.
المعادلة واضحة، ففي حين يقلُ مستوى الحياء عند ملوك الرمالِ، عن حجم التكريم (الوقح) الذي حظي به الجزار الأميركي “جونسون” وزميله “كايل”، يُعادله حجم الكراهية والغِّل الذي يكنَّه لص “اسطنبول” للشعب السوري، وهو الذي سرق مصانع حلب(قلعة الصناعة السورية) ونَهَبَ آثار عفرين، جنديرس، والمدن المنسية (حوالي 800 موقع أثري)، والداعم الأكبر للمجموعات الإرهابية، كما أنَّ بلاده شكلت مهداً للمنظمات الإرهابية التي عملت تحت ستار المهام الإنسانية (الخوذ البيض مثالاً)، وسوقاً لتصريف كل مايُنهب من سوريا، بدءاً بالمحاصيل الزراعية، مروراً بالذهب والآثار والنفط، ووصولاً الى الأعضاء البشرية.
فيما تَفوقُ الإنتصارات الأخيرة للجيش العربي السوري، كل تلك الدموية والحقد الإستعماري على سوريا، كونها رجحت كفة الميزان في معركة “إدلب القادمة، لصالح الجيش العربي السوري، بعد أنَّ فرَّض سيطرته على طريق دمشق – حلب الدولي، ونظَّف “حماة” وريفها، من الإرهاب، مُعززاً بذلك نقاط تواجده هناك.
ولأنَّها أفضت إلى حصار وعزل نقطة المُراقبة التركية في “مورك”، الذي شكَّل تهديداً لأي وجود تركي في المنطقة، وبالتالي أنهى حلم “اردوغان” بالتمدد.
كما أصابت تلك الإنتصارات “التركي”في المقتل (إقتصادياً)، فبتحرير “موّرِك” (نبع الفستق الحلبي)، وخان شيخون وعشرات القرى الغناءة بمئات آلاف أشجار الزيتون، ومناطق سهل الغاب الشهير بزراعة القمح، القطن والشمندر السكري، تكون قد جفت منابع النهب والتهريب الأردوغاني.
ربما لن يَقلِب هذا النصر الموازين في الميدان السوري، إلا أنَّه سيضع النقاط على الحروف، فيما يخص الشكل والإطار الحقيقي لمعركة إدلب، وسيمنح الدولة السورية قوة التحكم بدفةِ التفاوض مع الأكراد(فور إعلان النصر أرسلت “قسد” الى دمشق طلباً للإعتراف بها وبإدارتها الذاتية و”بحقوق الشعب الكردي ضمن إطار سوريا تعددية موحدة).
وعلى اعتبار أنَّ هذا النصر سُجِلَ لكل محور المقاومة، فهو حتماً شوكة جديدة في حلق الكيان الصهيوني.
كل المعطيات السابقة تُنبىء بأنَّه رغم دموية المستعمر ووحشيته، فإنَّ إنتصارات الجيش العربي السوري المتتالية، تُبشر بأنَّ الآتيات من الأيام، ستُمطِرُ بَرْدًا وَسَلَامًا على سوريا.