هناك الكثير من المخاطر التي تحيط بنا، وتتمثل في مخلفات بعض المواد الموجودة في أغذيتنا ومياهنا، التي نستخدمها. وبعض هذه المخلفات قد يكون مؤذياً ويحتاج إلى حل للحد من مخاطره.
في هذا السياق، دعت منظمة الصحة العالمية إلى إجراء المزيد من البحوث، حول اللدائن الدقيقة وإّتخاذ إجراءات صارمة بشأن التلوّث بها. أما عن تعريف اللدائن فهي مصطلح يطلق على مجموعة من المنتجات التخليقية من المبلمرات. والمبلمرات هي عبارة عن مركبات ذات كتلة جزيئية كبيرة، تنتج من إتحاد جزيئات صغيرة تدعى مونومرات (أحادية الوحدة)، ومن الأمثلة عليها السيلسولوز مبلمر طبيعي، والبوليستيرين مبلمر صناعي.
كذلك تعدّ اللدائن نوعا من أنواع المواد العضوية، والشبه عضوية والبولميرات المصنعة. ويوجد العديد من الأنواع من اللدائن، ولكن حتى عام 1930 كان اللدائن المعروف هو السيليلويد والباكيلايت، وبعد ذلك تم إكتشاف أنواع عديدة من اللدائن من بينها النايلون والبوليتين والتيريلين والبوسليسترين. يذكر أن العالم الأمريكي البلجيكي ليو بايكلاند كان أول من صنع اللدائن في العام 1907.
إجراء المزيد من التحاليل
قد تكون للّدائن مخاطر كبيرة لا زالت غير معروفة على صحة الناس. لذا تدعو منظمة الصحة العالمية (المنظمة)، إلى إجراء المزيد من التقييم للدائن الدقيقة في البيئة، وتأثيراتها المحتملة على صحة الإنسان. وذلك عقب إصدار تحليل للبحوث الراهنة، المتعلقة باللدائن الدقيقة في مياه الشرب. كما تدعو المنظمة إلى الحدّ من التلوث باللدائن على نحو يعود بالفائدة، على البيئة ويقلّل معدّلات التعرّض البشري.
ووفقاً لما جاء في التحليل ، الذي يلخص آخر المعارف المتعلقة باللدائن الدقيقة في مياه الشرب، فإن اللدائن الدقيقة الأكبر من 150 ميكرومتر لا يرجَّح إمتصاصها في الجسم البشري، ومن المتوّقع أن يكون إمتصاص الجسيمات الأصغر محدوداً. بيد أن إمتصاص وتوزيع جسيمات اللدائن الدقيقة المتناهية الصِغَر، بما في ذلك على نطاق الحجم النانومتري، قد يكون أعلى.
بناءً عليه ووفق المنظمة، يلزم إجراء المزيد من البحوث للحصول على تقييم أدقّ، للتعرّض للدائن الدقيقة وتأثيراتها المحتملة على الصحة البشرية. ويشمل ذلك تطوير أساليب معيارية لقياس جسيمات اللدائن الدقيقة في المياه؛ والقيام بمزيد من الدراسات عن مصادر اللدائن الدقيقة وظهورها في المياه العذبة؛ ومدى فعالية عمليات المعالجة المختلفة.
معالجة المياه
أن تأثيرات اللدائن على الصحة البشرية بحاجة إلى مزيد من التحاليل كما ذكرنا. فوفق ما تقول الدكتورة ماريا نيرا، مديرة إدارة الصحة العمومية والبيئة والمحددات الإجتماعية للصحة بالمنظمة، “إننا بحاجة عاجلة إلى معرفة المزيد حول تأثير اللدائن الدقيقة، على الصحة نظراً لوجودها في كل مكان – بما في ذلك في المياه التي نشربها. وبناءً على ما لدينا من معلومات محدودة، فإن اللدائن الدقيقة الموجودة في مياه الشرب لا تشكّل فيما يبدو خطراً على الصحة بالمستويات الراهنة. لكننا بحاجة إلى تحرّي الأمر بدرجة أكبر. كما نحتاج إلى وضع حد لتزايد معدلات التلوّث باللدائن على نطاق العالم.”
أما عن الحلول التي تحد من خطورة اللدائن فتتمثل في معالجة المياه. إذ توصي المنظمة الجهات المعنية بتوريد وتنظيم مياه الشرب، بإيلاء الأولوية لإزالة الكائنات الميكروبية المًمرِضة والمواد الكيميائية، التي تشكّل مخاطر معروفة على الصحة البشرية، كتلك التي تسبّب الإصابة بأمراض الإسهال المميتة.
ويحقق ذلك ميزة مزدوجة: فنظم معالجة مياه الصرف الصحي، ومياه الشرب التي تعالج المحتوى الغائطي والمواد الكيميائية، تكون فعالة أيضاً في إزالة اللدائن الدقيقة.
… تزيل 90% من اللدائن
ومن المهم الإشارة، إلى إن معالجة مياه الصرف الصحي، يمكن أن تزيل أكثر من 90% من اللدائن الدقيقة من مياه الصرف الصحي، حيث تأتي أعلى نسب الإزالة من المعالجة الثالثة كما يحدث في مرحلة الفلترة. ويمكن أن تؤدي المعالجة التقليدية لمياه الشرب إلى إزالة الجسيمات الأصغر من ميكرومتر. إلا أن نسبة كبيرة من سكان العالم لا تستفيد في الوقت الراهن، من معالجة المياه ومياه المجاري بدرجة كافية. ومن خلال التصدي لمشكلة تعرّض الإنسان للمياه الملوّثة بالغائط، يمكن للمجتمعات المحلية أن تتصدى في نفس الوقت للمخاوف المتعلقة باللدائن الدقيقة.