أثمرت خطط الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، الخبيثة والتي وضعها في خطاباته ووعوده منذ حملاته الإنتخابية الأولى،  لابتزاز السعودية، بحجة الدفاع عنها ضد الخطر الفارس(المد الشيعي الذي يخافه خادم الحرمين الشريفين، أكثر مما يخاف  المد اليهودي،الصهيوني)،  كي تدفع في النهاية ديون بلاده، تلك الخطط التي تصب في نهاية المطاف في بحر الخدمات التي تقدمها بلاده ، لدولة الكيان الصهيوني”إسرائيل”، فجاءت أولى وأهم الثمار في إعلان وزير دفاعه “مارك اسبر”، أنَّ “ترامب وافق على إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط على خلفية الهجوم الإيراني المزعوم على المملكة العربية السعودية”.

فيما أينعت الثمرة الثانية، والتي تُعد الأكثر نضجاً (إستعمارياً)، على شكل موافقةٍ رسميةٍ سعوديةٍ، على تشكيل تحالف أميركي أوروبي خليجي، تحت مسمى حماية أمن الملاحة في المضيق (مضيق هرمز).

يعرِّف المُتابع للمشهدية السياسية، أنَّ هذه الثمار أينعت نتيجة مسرحية فضائحية كبيرة، أُعِدَت فصولها لخلق الظروف والمبررات والمسوغات التي تَرجَمَت وفَرَضَت المعادلة “الترامبية”، والتي ناتجها النهائي هو ابتزاز ملوك الخليج، وسحب أموالهم، بحجة الدفاع عنهم  من خطرٍ كبير يُهدد عروشهم، وسوف يمحقها يُدعى “ايران”، وعليها حماية نفسها منه هذا إن لم تستطع مهاجمته.

بدأت المسرحية بضرب السفن الأربعة في ميناء الفُجيرة، العملية التي ترافقت بمصادفة خبيثة تقضي أن يكون بينها ناقلتي نفط تابعتين للسعودية، لتتهم واشنطن وبشكلٍ مباشرٍ “ايران”، ولم تكتف حينها بإرسال حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن”، وقطعاً بحرية أخرى وقاذفات من طائرات “بي 52″،  بل أرسلت المزيد من بطاريات صواريخ باتريوت إلى منطقة الخليج، غير أنَّ الإيراني كشف يومها الطعم، ولم يرد على هذا الإستفزاز.

الفصل الثاني من المسرحية، تلخص بأن عجزت هذه المنظومة القوية من وسائل الدفاع الجوي، والتي دفعت ثمنها مملكة الرمال للرئيس الأميركي، مئات مليارات الدولارات، والتي تشمل 88 منظومة “باتريوت”، إضافة إلى أن 3 مدمرات أميركية مزودة بأنظمة “أيجيس”، عن رصد طائرات الحوثيين المُسيَّرة، والتي قامت مؤخراً باستهداف  حقل “بقيق”  قلب صناعة النفط، في أكبر منشأة لمعالجة البترول في العالم، (يحوي الحقل على حوالي 70 بالمئة من إنتاج شركة أرامكو، ويقدر حجم احتياطاته النفطية حوالي 22 مليار برميل).

ذاتها المنظومة الدفاع التي باعها الأميركيون للسعودية، لم تستطع قبلاً صد هجوم نفذه الحوثيين بذات النوع من الطائرات (المُسيرة)، على خط النفط السعودي، كما قصفوا مطار “أبها” وخميس مشيط، ولم تستطع منظومة الدفاع فعل شيء.

البديهي هنا هو أن يطرح المتابع السياسي السؤال التالي: كيف قطعت طائرات الحوثيين أكثر من ألف كيلومتر، من مدينة صنعاء، الى بقيق، دون رصدها؟.

ثم أنه  وبفرض أنَّ الطائرات لم تنطلق من صعدة، وأنها أُطلقت من أي مكان آخر، لماذا لم تتحرك منظومة الدفاع التي دفعت المملكة ثمنها  مليارات الدولارات؟.

ليأتي الجواب من طرف ترامب ذاته ،قائلاً : نحن لم نعد السعوديين بالدفاع عنهم، و”في حال كنا نساعدهم، فسيتطلب ذلك مشاركة مالية كبيرة منهم ودفع ثمن ذلك”، إذاً الرجل لن يحرك منظومة الدفاع ولن يرصد أو يصد أي هجوم ينفذه الحوثيون، دون أن يدفع نواطير الكاز في السعودية!!!

 

وبديهي أنَّ هذا التصرف مُقلق ومُتعمد، يهدف الى خلق شرارة حرب، أو الى زيادة الضغط على أعداء “اسرائيل”، فبالرغم من أنَّ الحوثيين تبنوا مسؤولية الهجمات، إلا أنَّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو  أصر على اتهام “ايران”!!!.

وبديهي أنَّه في المحصلة السياسية، وبينما يُصر “ترامب” المُصاب بوسواس قهري سياسي، يجعله يلعب دور السمسار، الذي يعتبر  السعودي عبارة عن حصان جر لعربة الإقتصاد الأميركي، يهدده، يبتزه، ويفتح لبلاده مزاداً تُباع فيه وتُشرى.. يقف “ملك الرمال” عاجزاً في مستنقع الحربين السورية واليمنية، أمام إبداع الحوثيين في استخدام التكنولوجيا الحديثة، وفي مواجهة الدبلوماسي الروسي القدير، وصمود الجيش والشعب السوري.

احترقت تماماً النسخة السورية من الربيع العربي العفن، وفقد الإثنان (الرئيس الأميركي والملك السعودي ) ثقلهما، في اليمن وبدأ التخبط في العلاقات، وسقطت بعد “أرامكو” ورقة التوت عن عورة الإثنين، فباتا قاب قوسين أو أكثر من الحركة الأخيرة للعبة الأمم، “كش ، مات الملك .”.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This