يعيش العالم في دوامة التكنولوجيا التي باتت تتحكّم في تفاصيل يوميات الإنسان، فإن لم يجاريها يصبح “موضة قديمة” وإن تماشى مع متطلباتها لا بدّ من أن يعيش سيئاتها قبل إيجابياتها.
وبالتالي، فإنه في عصر السرعة الذي يطبع عالمنا، يطالب الكثير من الناس بخدمات أكثر فعالية ومنها ما يطالبون به اليوم الجيل الخامس للإنترنت المحمول “5G”، الذي يتوقّع العمل فيه قريباً. وبينما تتوقّع شركة الاتصالات السويدية العملاقة “إريكسون” أنه بحلول عام 2024، سوف يستخدم أكثر من 40 في المائة من سكان العالم تكنولوجيا الجيل الخامس ، يبدو أن علماء الصحة والبيئة يعارضون هذا المشروع!!
من الناحية التقنية، يتطلّب إمداد شبكات الجيل الخامس شبكات خليوي فائقة السرعة كما وجود أجهزة تقوية البث اللاسلكي في أماكن عدّة فضلاً عن الهوائيات لتقوية الإشارة وغيرها من وسائل تأمين السرعة المطلوبة من الشبكة المذكورة.
في هذا الإطار، ونظراً لتلك المتطلبات وقّع مؤخراً حوالي 250 عالماً من جميع أنحاء العالم على عريضة إلى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية حذروا فيها من أن الأجهزة الباعثة للإشعاع، على غرار الهواتف النقالة وأجهزة البث، يمكن أن ترفع من خطر الإصابة بالسرطان. وأظهرت عدة دراسات سابقة على الأجيال الثاني والثالث والرابع لشبكات الخلوي أن المجالات الكهرومغناطيسية يمكن لها أن تترك آثاراً على جسم الإنسان تشبه الإجهاد، وتتسبب في تلف الحيوانات المنوية وآثار عصبية ونفسية. ويرى العلماء أن ضرر هذه التكنولوجيا لا يقتصر فقط على الناس، بل يمتد أيضاً إلى الحيوانات والنباتات.
وقد خلص تقرير صادر عام 2018 عن وزارة الصحة البريطانية، إلى أن الفئران الذكور التي تعرضت لجرعات أعلى من إشعاع ترددات موجات الراديو أظهرت الإصابة بنوع من الورم السرطاني في القلب. وفي هذه الدراسة، تم تعريض أجسام الفئران بالكامل لإشعاع من هواتف محمولة لمدة تسع ساعات يوميا على مدى عامين، بدءا من قبل ولادتها.
وفي أحدث ردّ على هذا الموضوع، أعلنت مدينة بروكسل، على لسان وزير الإسكان ونوعية الحياة والبيئة والطاقة سيلين فريمو مقاطعة شبكة الجيل الخامس بسبب أضرارها الصحية، بالقول: لا أستطيع استيعاب مثل هذه التكنولوجيا إذا كانت معايير الحماية من الإشعاع ، والتي يجب أن تحمي المواطن، غير محترمة، سكان بروكسل ليسوا خنازير يمكن أن أبيع صحتهم لا يمكننا ترك أي دليل للشك “.