التهمت حرائق الأيام القليلة الفائتة، مساحاتٍ شاسعةٍ من الغابة في سورية ولبنان، واعتبر البعض أنَّ اندلاع تلك الحرائق إنما يعود الى عدم الوعي عند عامة الناس، فيما قال أخرون أن التغيير المناخي هو السبب، وسط كل هذا وقف المسؤولين في البلدين، مذهولين دون أن يحركوا ساكناً، لتتجاوزهم جهود أفواج الإطفاء والجمعيات التطوعية والأهالي….مُستحقةً كل الشكر.
حرائق الجبال السورية واللبنانية، لن تكون الأخيرة، و مايجب استخلاصه من هذه الحرائق هو أن مخاطر فقدان الغابة فظيعة ومدمرة بيئياً، صحياً واقتصادياً، كما يجب أن نعي الحقيقة المُرة في أنَّ عام 2020 أصبح على الأبواب، و أننا نحن الجيل الأول الذي يعاني بشكلٍ واضحٍ من آثار تغير المناخ، والجيل الأخير الذي يمكنه فعل شيء حيال ذلك. ”
في مقابل نشوب حرائق تلتهم غاباتنا، ينهض في العالم كل صباح آلاف المبادرات وتُعقد المؤتمرات والقمم، و في هذا الإطار ستلتئم في العاصمة التشيلانية “سنتياغو”، الدورة الخامسة والعشرون لقمة الأطراف (COP 25) لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، وذلك في الفترة بين 2 و 13 كانون الأول /ديسمبر.
يشارك في قمة “تشيلي” 197 دولة أعضاء في المعاهدة التي تنص على إلتزامات أساسية لمكافحة تغير المناخ، وسيركز المشاركون على عدة محاور أهمها: المحيطات، القارة القطبية الجنوبية، التنوع البيولوجي، الغابات، التكيف، المدن، الطاقات المتجددة، الاقتصاد الدائري والقابلية الكهربائية.
كما سيكون على طاولة الحوار، موضوع سوق الكربون العالمي، وقضية الوصول لتحييد الكربون نهائيا من حياة البشر، قبل حلول عام 2050، أيضاً سيطرح في COP25 “تشيلي” وبقوة السؤال التالي: من سيدفع ثمن، أو التعويض عن أضرار الكوارث الطبيعية؟؟
على هامش القمة:
ستجري أعمال القمة ونشاطتها في عاصمة ”تشيلي” وتحديداً في أكبر حديقة عامة هي City Park Bicentennial (تبلغ مساحتها حوالي 60 هكتارًا )، يتوقع معدل تدفق يومي يبلغ 25 ألف شخص.
وتحضيراً للقمة افتتح في تشيلي، أول محطة في أمريكا اللاتينية، مخصصة حصريًا للحافلات الكهربائية، الأمر الذي يعزز دور “تشيلي” كرائد عالمي في مجال نقل الطاقة النظيفة.
كما أطلقت منظمات وناشطي المجتمع المدني، مبادرة أممية في هاشتاغ # 6D إنه الآن! في أكثر من 60 دولة، وذلك بهدف حشد الناس في سلسلة نشاطات حول العالم، للمساعدة في الحد من التغيرات المناخية، حيث سيقوم الملايين من البشر بنشاطات تتعلق بإعادة التدوير والسماد العضوي، النقل الإيكولوجي، وكفاءة الطاقة، كذلك سيزرع ملايين الأشجار من السلالات الأصلية، وبموازاة كل ذلك ستطرح آلاف المنظمات مشاريعها للتخفيف من أزمة المناخ.
أخيراً، نظم المئات من الشباب الأوروبي رحلة تستغرق سبعة أسابيع من أمستردام” إلى “تشيلي”، حيث سيعبرون المحيط الأطلسي بواسطة مركب شراعي للمشاركة في COP25.
هذه الشعوب التي تحمي النمل والنحل، تخاف على الأسماك والطيور من الإنقراض، وتعامل الكلاب والقطط والقردة معاملة إنسانية، غالباً ما تنتخب ممثلين عنها في الحكومة، تكون 50في المائة من برامجهم الإنتخابية حول البيئة، ومع ذلك تجدهم غير راضين، عن عمل حكوماتهم، أما المسؤول في سوريا ولبنان، والذي يأتي دون انتخابات، أو بفعلِ المال السياسي، فهو حتى الأن لايعلم ماهو التغيير المناخي، ولايريد أن يعلم!!
من هنا تأتي الضرورة المُلحة كي يُشاركنا كل من تهمه غابات وجبال وأنهار وبحر سوريا ولبنان، يشاركنا نحن في موقع “غرين إريا الدولي” في حربنا على أعداء الطبيعة، أعداء البشر والطير والشجر… المجرمون الذين يخنقون الوطن، بكساراتهم ومصانعهم وزبالتهم.