فقد كوكب الأرض منذ عام سبعينات القرن الفائت، 60 في المائة من حيواناته ويوجد حوالي مليون نوع مهددة بالإنقراض، كما فقد حوالي ثلثي الأراضي الرطبة ونصف غابات العالم، تلوثت المحيطات وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وازدادت انبعاثات الغازات الدفيئة.
ولمواجهة هذه التغيرات المناخية، تحتضن العاصمة الأرجنتينية ” بوينس آيرس” في الفترة بين 1-2 تشرين الثاني/نوفمبر، المؤتمر الخامس عشر للشباب (COY 15)،حول المناخ، حيث ستُطرح أراء الشباب من كل بلدان العالم، حول أربعة محاور: التخفيف، التكيف، الجنس وريادة الأعمال، وذلك لتعزيز الإجراءات التي تساعد على مواجهة أزمة المناخ.
يُشجع المؤتمر( COY 15 )على مشاركة الشباب في التعبير عن أفكارهم وتدريبهم وتقديم توصيات إلى مؤتمر الأطراف الأعضاء الموقعين على اتفاق باريس للمناخ (25COP )، والذي سيُعقد هذا العام في “سانتياغو دي تشيلي”.
تختلف هذه الدورة من مؤتمر الشباب حول المناخ عن سابقاتها، لأننا في لحظة مهمة على مستوى العالم حيث غيَّرت الحكومات والشعوب، سياستها لمواجهة التغير المناخي.
وفي السياق أُعلنت حالة الطوارئ المناخية في الكثير من مدن العالم، بهدف تطبيق سياسات أكثر ملائمة للبيئة.
فالأرجنتين ذاتها الدولة المستضيفة للمؤتمر، كانت أول دولة في أميركا اللاتينية تُعلن حالة الطوارئ المناخية.
وذلك بعد موافقة مجلس الشيوخ على مشروع قدمته منظمة “الشباب من أجل المناخ”، و”التحالف من أجل المناخ” ، والتي غالبية أعضائها من الشباب، المشروع يدعو الى تبني إجراءات فورية لمكافحة تغير المناخ وضمان حياة جيدة في المستقبل.
بينما أعلنت 438 بلدية في جميع أنحاء كندا، حالة الطوارئ المناخية، في إجماع لم يشهده أي مكان آخر في العالم للإعتراف بأزمة المناخ.
أما في المملكة المتحدة، وبعد أسابيع من العصيان المدني (تمرد ضد الإنقراض) الذي شهدته مُدن “لندن” و”أمستردام” و”سيدني”، أعلنت السلطات هناك رسميًا حالة الطوارئ المناخية، لتصبح بذلك أول دولة أوروبية تعلن .
وقال جيريمي كوربين زعيم حزب العمل في البرلمان “ليس لدينا وقت نضيعه.” “نحن نعيش أزمة مناخية ستكون خارجة عن السيطرة بشكل مرعب، ما لم نتخذ إجراءات سريعة وجذرية الآن.”
وبعد أسبوع تماماً، من إعلان المملكة المتحدة لحالة الطوارىء، أصبحت “أيرلندا” ثاني دولة تعلن حالة الطوارئ.
ومع ذلك ، انتقد العديد من المدافعين عن البيئة هذا الإجراء باعتباره جوفاء. وقال “أيمون ريان” زعيم حزب الخضر “اعلان حالة الطوارئ لا يعني شيئاً على الإطلاق ما لم تكن هناك تدابير لدعمه.”
مؤخراً، وفي سويسرا أطلق ناشطون حملة “Wyss Campaign for “Nature ، والتي تسعى إلى حماية ما لا يقل عن 30٪ من الكوكب بحلول عام 2030 ومنع فقدان التنوع البيولوجي من التسارع.
فيما أعلن المشرعون في مدينة “باريس” إنهم سينشئون “أكاديمية مناخية” لتثقيف الجمهور حول عواقب تغير المناخ ، ويقومون باستكشاف طرق للحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
لاتوجد في “باريس” جبال نفايات كما لدينا في لبنان، وشواطىء “الأرجنتين” غير ملوثة كما هي عليه شواطيء بحر لبنان، وليس هناك كسارات في “بريطانيا”، أوشيء اسمه معامل الذوق في “أيرلندا”، وصيادي “سويسرا” يصطادون وفق القوانين البيئية المرعية…..كل تلك البلدان أعلنت حالة الطوارىء المناخية…ونحن لم نعلنها بعد.
لبنان يحتاج الى ألف حملة بيئية وحملة، وألف إعلان حالة طوارىء مناخية …غير أنَّ العين بصيرة واليد قصيرة، في ظل الفراغ السياسي، وغياب الدور الأساسي للدولة.