من المتعارف عليه أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب متقلّب المزاج ومتعدد القرارات التي حيّرت العالم في اتجاهات متعددة. وفي حين كان المهاجم الاول لاتفاقية باريس للمناخ التي وقّع عليها سلفه الرئيس باراك أوباما، فهو وعد منذ انطلاقة عامه الرئاسي بالإنسحاب منها لعدم إيمانه بأهمية القضية معتبراً ان الامر كله مجرّد بدعة أو بالأحرى خدعة لسحب الاموال من بلاد العم سام!
مرّت الأعوام ولم تثن الحرائق والفياضانات والكوارث الطبيعية الأخرى ترامب عن توقيع طلب الانسحاب وأعلن منذ يومين تقديمه الإخطار الرسمي للامين العام للأمم المتحدة لتأكيد انسحاب أميركا من اتفاق باريس للمناخ، فهل سيؤثّر ذلك على مسار العمل؟
من جهته، عبّر الاتحاد الأوروبي عن أسفه من الإنسحاب بعد ثلاث سنوات من دخول الإتفاق حيز التنفيذ الفعلي، ليراهن من جهة أخرى على إمكانية عودة ترامب عن قراره قبل نفاذ مدة السنة الواحدة المحددة للخروج النهائي.
ويؤكد الأوروبيون أن الانسحاب الأميركي لن يغير في الأمر شئياً رغم أن واشنطن هي من أكبر الأطراف التي تقوم بأنشطة ملوثة للبيئة، حيث “سيستمر العالم بتنفيذ اتفاق باريس ومحاربة التغير المناخي”، حسب المتحدثة باسم المفوضية مينا أندريفا. وتأمل بروكسل في ان تتراجع واشنطن عن قرارها، خاصة وأن موعد الانسحاب الفعلي يحل بعد عام تماماً ويتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية “نأمل تغيراً في الموقف الأميركي، ولكننا لا نريد الدخول في تكهنات إضافية”.
لفتت أندريفا النظر إلى أن هناك 193 دولة قد وقعت على اتفاق باريس للمناخ وأن هناك العديد من الهيئات والمنظمات والمؤسسات الأميريكية من بين أخرى دولية، قد التزمت هي الأخرى باحترام الاتفاق. لذلك فالتركيز على العمل يجب أن يكون مع هؤلاء .
هل لا يزال هنالك الوقت الكافي لاستعادة زمام الأمور وعودة أميركا عن قرارها؟ سؤال لا يمكن التكهّن بجوابه نظراً للتبدلات التي تطرأ على تصاريح الرئيس الأميركي وقراراته، إلا أن ما يمكن تأكيده أن عودة أميركا إاى كنف اتفاق باريس يعود بالفائدة على الإتفاق بالدرجة الأولى والعالم وأميركا بالدرجة الثانية.