يصادف تاريخ 20 تشرين الثاني من كل عام،  اليوم العالمي للطفل، هذا الطفل الذي لا يزال حتى اليوم في محتلف دول العالم يطالب بأبسط حقوقه العيش بأمان وبالتعليم.

بعيداً من الدخول في حقوق الطفل التي لها أربابها في الدفاع عنها والمطالبة بها، إلا أن واقع الحال اليوم في لبنان لا يجب غضّ النظر عنه، فالسياسة والثورة تسرقان طفولة الولاد في بعض الأحيان. ويا للأسف في ظل ثورة مطالبها محقّة وغضبها مفهوم، يضيع الأطفال في معمعة العبارات التافهة والأغاني كما الهتافات التي لا تزرع فيهم العنفوان وحب الوطن بقدر ما تؤجّج العنصرية وكره الآخر.

لا يمكن التعميم بأي شكل من الأشكال، ولكن أي متتبّع لمواقع التواصل الإجتماعي يلحظ بعض الفيديوهات التي اندمج الأطفال فيها بأغاني الثورة وأوّلها أغنية “هيلا هيلا هو” الشهيرة  والتي بدأت بشكل أساسي بشتيمة لأشخاص معيّنين نقلها الأهل منهم إلى أطفالهم الذين فرحوا بها دون إدراك معناها وباتوا يرددونها دون خجل، ليتفاخر أهلهم بهم ويصوّرونهم أو يسجّلون أصواتهم لتنتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعي.

وأكثر من ذلك، وفي دردشة سريعة بين أمهات اليوم، نلمس أكثر من اعتراض على أغاني يرددها أطفالهم في المنزل شبيهة بالتي ذكرناها سابقاً  ومع ذكر الشتيمة والشخصية بكل ثقة ورحابة صدر، وقد تعلّموها من أصدقائهم في المدرسة!!

قد تكون الثورة محقّة ومشاركة الأطفال أمر محبّب  لكن التربية على الوطنية  تختلف بين لغة وأخرى، وإن ما نزرعه في الصغر نحصد نتائجه على كبر.. من هنا اتركوا الأطفال يردّدون نشيد وطنهم وهتافات تدعو إلى السلام ومحبة الآخر بدلاً من زرع الحقد في قلوبهم قد تكون نتيجته وخيمة على مستقبلهم.

علّموهم حبّ الوطن والإنتفاض على الظلم من دون تحيّز أو شتيمة أو كره لأيّ رأي آخر..

العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وإن زرعنا المبادىء المحقة والطيبة في أولادنا نحصد الخير الذي نفتقد إليه في هذه الأيام، وإن علّمناهم حب الوطن قد نحصد وطناً آمناً لهم ولأطفالهم. لا تدخلونهم في دهاليز السياسة الوسخة. رسّخوا بهم حبهم للوطن، ركّزوا على تشريبهم قناعات تضمن لهم حقوقهم وحريتهم من دون أن يمسّوا بحقوق الآخرين ودعوهم يعيشون طفولتهم ويختبرون الحياة ليرتكزوا بعدها على القناعات والمعتقدات التي زرعتموها فيهم ليفرّقوا بين الصح والخطأ.

في اليوم العالمي للطفل، اتركوا للأطفال براءتهم ..

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This