لا يعير رؤساء الدول الكبرى أهمية لمخاطر التغير المناخي منشغلين بحروب اقتصادية من جهة وسياسية من جهة أخرى، متغافلين عن خطورة الحروب البيئية التي يمكن أن تدمّر العالم، ورغم التبدلات المناخية التي تجوب البلاد، ومع تسجيل الكوارث جرّاء الفيضانت والحرائق، على ما يبدو فإن الآتي أعظم!!
يوم أمس حذّرت الأمم المتحدة من ارتفاع نسبة غازات الإحتباس الحراري، أما اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC) فقد أشارت إلى أن ” ليس لدينا سوى عقد واحد لتجنّب أسوأ عواقب أزمة المناخ” .. فما هي هذه العواقب وهل يمكن تداركها؟
الخبيرة البيئية كايلي ليفين، الناشطة في برنامج المناخ التابع لمعهد الموارد العالمية أطلقت إنذارات متعددة وتوقعات لما يمكن أن يحصل في السنوات العشر المقبلة، وقد نشرها موقع BUSINESS INSIDER ألعالمي.
الأمر الأساسي أن الوضع سيزداد سوءَا بدءًا من عام 2030، وسيتمركز في المرتبة الأولى في ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات قياسية، بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة بسبب احتراق الوقود الأحفوري المحتوي على مركبات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان التي تحبس الحرارة القادمة من الشمس داخل الغلاف الجوي وبالتاي فإن المر سيصحبح أكثر سوءًا.
ووفقاً للـ IPCC يجب أن تنخفض انبعاثات الكربون في العالم بنسبة 45% بحلول عام 2030 للحفاظ على متوسط درجة الحرارة في العالم من الارتفاع بأكثر من 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.. الأمر الذي يعتقد العلماء أنه قد يؤثر على النظم الإيكولوجية في العالم التي قد تبدأ بالإنهيار. وفي أسوأ الإحتمالات، ستستمر الذرات الجليدية في الكرة الارضية في الذوبان وقد تبدأ صفائح الجليد مثل تلك الموجودة في غرينلاند في الإختفاء تمامًا.
في المقابل، سيؤدي الإحتباس الحراري الى ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالى 0.3 الى 0.6 قدماً في المتوسط على مستوى العالم وسترتفع حرارة المياه بالتوازي، الأمر الذي سيقضي على قطاع الزراعة من جهة، وعلى التنوّع البيولوجي في البحار وسيساهم حتماً في اختفاء المناطق القابعة على مستوى قريب من مستوى البحار، وهو الأمر الذي بتنا نشهده مع ما يحصل في مدينة البندقية.
اما بالنسبة الى الفيضانات التي بدأت تلفّ مناطق العالم، فإننا بانتظار الأقوى والأقسى إذ تشير التوقعات إلى ان شمال شرق الولايات المتحدة، التي لا يتعرف رئيسها بأهمية التغير المناخي، والذي شهد في عام 2018 فيضاات مدمّرة، قد يشهد في عام 2030 متوسط خمسة من هذه الفيضانات سنويًا!!
بالتوازي، فإن الماء الدافىء يعني أن الأعاصير ستصبح أقوى وأبطأ، لانها تستخدم دفىء المياه كوقود، وكلما ارتفعت حرارة المحيطات والهواء ستصبح العواصف الإستوائية أقوى وأكثر رطوبة وقد يكون أكبر دليل على هذا السيناريو، الدراسة التي اشارت إلى أن وتيرة الأعاصير المدمرة زادت بنسبة 330% على مدى قرن واحد!!
ستتوزّع الكوارث في العالم بين حريق وغريق، فإن التغير المناخي قد ضاعف مساحة الغابات التي أحرقت وترجمت الكارثة بحريق غابات الأمازون مع ما تمثلها من أهمية كونها تمثّل رئة العالم!!
هذه مشاكل أساسية قد يتفرّع منها الكثير، من انقراض الحيوانات والنبات وتغيّر النظم الإيكولوجية والتنوّع البيولوجي وبالتالي فلا أحد سينجو من آثار تغيّر المناخ، الوقت يمرّ بسرعة وحتى عام 2030، إما الغتحاد لأجل البشرية والبيئة، وإما فإن الحروب البيئية آتية والمجهول مصير حتمي لا محال!!