رغم أن العالم يعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا، إلا أن تلك الأخيرة شجّعت عبر أدواتها بشكل كبير على الخمول والكسل، ويالتالي فإنه رغم الإيجابيات التي قدّمتها في سبيل تطوّر الحياة، إلا أن سلبياتها تطال قطاعات عدة وفئات كبيرة من الناس وخصوصاً الأطفال منهم. في هذا الإطار، وفي حين أظهرت دراسة حديثة، هي الأولى من نوعها، أن أربعة من بين كل خمسة أطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 11 و 17 عاما في جميع أنحاء العالم لا يمارسون تمارين بدنية بشكل كافٍ نشر موقع بي بي سي نصائح لعدة نشاطات بدنية يمكن أن تسعد الأطفال في تخطي خمولهم لما يسببّ من مشاكل ثصحية واجتماعية ونفسية!!
تقول منظمة الصحة العالمية إن ذلك يؤدي إلى تضرر صحتهم وكذلك نموهم العقلي ومهاراتهم الاجتماعية. وتضيف أن عدم ممارسة الأطفال للتمارين البدنية بقدر كاف وبشكل يومي يعد مشكلة عالمية سواء في الدول الغنية والفقيرة. وخلصت الدراسة إلى أن الأولاد أكثر نشاطا من البنات في 146 دولة شملتها الدراسة باستثناء أربعة بلدان.
وقد أظهرت الدراسة أن بنغلاديش كانت من أكثر الدول تدنيا في مستوى الخمول، ولا يزال لديها 66% من الأطفال (اثنان من كل ثلاثة) لا يقضون ساعة يوميا في الأنشطة البدنية، بحسب الدراسة. وكان الفتيان في الفلبين (93 %) والفتيات في كوريا الجنوبية (97 %) الأكثر نشاطا حسب الدراسة. وأظهر التقرير أن 75% من الأولاد و 85 % من الفتيات البريطانيين غير نشيطين. في حين أظهرت الدراسة أنه لا توجد سوى أربعة بلدان، تونغا وساموا وأفغانستان وزامبيا، فيها الفتيات أكثر نشاطا من الأولاد. وتشير الدراسة إلى أن 85 % من الفتيات على مستوى العالم يمارسن قليلا من التمارين البدنية، في حين أن النسبة للأولاد هي 78 %. ووفقًا للدراسة، فإن هناك دولًا مثل الولايات المتحدة وايرلندا لديها اختلافات صارخة بين الجنسين. وتشير الدراسة إلى أن 64 % من الأولاد و 81 % من الفتيات في أميركا وايرلندا غير نشيطين.
ما المقصود بالتمارين البدنية؟ أي شيء يجعل القلب ينبض بسرعة أكبر والرئتين تتنفسان بقوة أكبر، يعتبر تمرينا بدنيا. ويمكن أن يشمل :الجري، ركوب الدراجات، السباحة، كرة القدم، القفز، القفز على الحبل، الجمباز..
الهدف المثالي هو برأي الخبراء 60 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى القاسية يوميا ، وهو ما لا تعتبره الدكتورة فيونا بول من منظمة الصحة العالمية هدفاً صعباً ومبالغًا فيه، بحيث إن الأدلة العلمية تثبت أن ذلك مهم للنمو السليم والتمتع بصحة جيدة.
اما النتيجة المتوقّعة، فلخّصها الموقع بـقلب ورئتين سليمتين،عظام وعضلات قوية، صحة بدنية ونفسية أفضل، وزن معتدل.
وتقول الدكتورة ريجينا جوتهولد من منظمة الصحة العالمية إن “النشيطين بدنيا في سن المراهقة سيكونون نشيطين عند البلوغ في أغلب الاحتمالات”. ويمكن أن تقلل ممارسة الأنشطة البدنية باستمرار خلال جميع الأعمار، من خطر الإصابة بأمراض عديدة من بينها النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض السكري من النوع الثاني.كما يقول الباحثون إن هناك أدلة متزايدة على أن النشاط البدني مفيد أيضا لنمو الدماغ وتضيف غوتهولد إن “قدرات الأطفال الإدراكية أفضل، كما أنهم يتعلمون الأشياء الجديدة بسهولة، ويصبحون اجتماعيين أكثر من غيرهم”.
في النهاية يبقى النشاط الرياضي الأمر المحبّب على قلوب الأطفال لضمان صحتهم بطريقة سلسلة وسليمة، والتشجيع الأكبر يكمن لدى الأهالي الذين يجب أن يعطوا مثالاً يحتذى به في هذا المجال!!