هل تعلمين أنّ تفاصيل صغيرة قد تظنّين أنّها غير مهمّة قد تساهم في إنقاذ حياة طفلكِ في حال حصول أي حادث والحفاظ على سلامته في السيارة؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر، يسود الظنّ الشائع عند معظم الأهالي بأنّ الطفل يصبح جاهزاً للوضعية الأمامية في كرسي السيارة في عمر السنة، ولكن هذا القرار ليس صائباً على الإطلاق!
لا لقاعدة السنة الواحدة!
أصدرت الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال بياناً يؤكد على ضرورة ترك الأطفال في الوضعية المواجهة للخلف، أي Rear Facing، أقّله حتّى عمر السنتين، وذلك حتّى بلوغ الحدّ الأقصى للطول والوزن المشار إليه على كرسي السيارة.
ما السبب وراء هذا القرار؟
في دراسة أجريت في العام 2007، تبيّن أنّ الأطفال دون عمر السنتين هم أكثر عرضة بنسبة 75% لإصابة مميتة أو خطيرة في حال حصول حادث وهم في الوضعية المواجهة للأمام، في حين أنّ الوضعية الخلفية هي أكثر أماناً بـ5 مرّات.
وتوضيحاً لهذه النقطة، أنظري إلى الرسم التوضيحي التالي الذي يظهر الفارق في وضعية جسم الطفل عند التعرض لحاذث سير ما بين الوضعية الخلفية أو الأمامية، حيث أنّ الأخيرة تضع ضغطاً كبيراً على منطقة الرقبة، الكتفين والظهر، ما يتسبب بكسور وإصابات خطيرة قد تكون مميتة أو تسبب أضرار دائمة مثل الشلل.
ولكن ماذا عن وضعية ساقي الطفل المطوية بشكل دائم؟
تذكّري أن طفلك لم يجلس يوماً في الوضعية الأمامية، وبالتالي فهو لم يختبر ما إن كانت أكثر راحة بالنسبة له، وبالتالي، فهو لن ينزعج إن بقي لفترة أطول في الوضعية الخلفية. أمّا بالنسبة للساقين، فقد يتطلب الأمر طيّهما بشكل دائم خصوصاً بعد تخطي طفلك عمر السنة، ولكن الأمر غير مزعج لطفلكِ أيضاً عكس ما يبدو، ولا يشكل أي خطر على سلامتهما، حتّى في حال حصول حادث سير.
هل الأفضلية تكون للعمر أو للوزن الأقصى لكرسي السيارة؟
رغم أنّ الوضعية الخلفية هي أكثر أماناً لأطول وقت ممكن، من المهمّ أن تنتبهي أوّلاً للوزن أو الطول الأقصى للطفل المخصص الوضعية الخلفية، ولا تتخطيه إطلاقاً لما يحمله الأمر من مخاطر. بعض تصاميم كرسي السيارة للأسف يضع حداً للوضعية الخلفية بوزن يقارب عمر السنة لا أكثر، ما يجبرك على تبديله نحو الوضعية الأمامية في هذا السن.
الحلّ في هذا الخصوص هو شراء كرسي سيارة متحوّل Convertible Seat يصلح للوضعية الأمامية كما الخلفية حتى وزن كافٍ يتيح لطفلكِ البقاء حتّى عمر مناسب، يصل إلى الـ4 سنوات أحياناً!