هل تؤثر حبوب منع الحمل على صحة الأطفال في المستقبل؟ وهل لها أي أعراض جانبية على صحة الجنين خلال فترة الحمل أو في مرحلة نموه بعد الولادة؟ إليكِ الجواب.
تقدر الإحصائيات عدد النساء اللاتي تستخدمن حبوب منع الحمل في الشريحة العمرية ما بين 18 و24 سنة بحوالي 70بالمائة من النساء. منذ ظهور حبوب منع الحمل بدأ البحثون في عمل دراسات طويلة الأمد من أجل قياس تأثير هذه الحبوب على الصحة العامة للمرأة وعلى الأطفال القادمين في حالة قررتِ التوقف عن تناول الحبوب والحصول على طفل.
تبين بالدراسة أن تناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة قد يتسبب في العديد من المشكلات الصحية، من ضمنها أنه يعزز نمو بعض أنواع الميكروبات الضارة مثل الكانديدا والبكتريا السبحية والعنقودية وذلك على حساب البكتريا النافعة الموجودة في الجهاز الهضمي.
تأثير تناول الأم لحبوب منع الحمل على صحة الجنين
إن عدم التوازن الذي تحدثه حبوب منع الحمل فيما يخص الميكروبات التي تعيش في الجهاز الهضمي، يمكنه أن يؤثر على هضم الجسم للغذاء وعلى قدرته على إمتصاص العناصر الغذائية الهامة. لذلك فعندما تحمل السيدة بعد فترة من تناول حبوب منع الحمل يكون من الصعب على جسمها إمداد الجنين بالعناصر الغذائية الضرورية، حتى لو كانت الأم تتناول غذاءاً متوازناً وصحياً. قد تعاني الأم الحامل في هذه الحالة من نقص في بعض العناصر الغذائية الهامة حيث أنها لن تستفيد بصورة كاملة من الغذاء الذي تتناوله خلال فترة الحمل ولن تتمكن من إفادة وتغذية جنينها كذلك.
المغذيات التي تساهم بكتريا الجهاز الهضمي في إنتاجها
تساهم بكتريا الجهاز الهضمي الطبيعية في إنتاج العديد من المغذيات الهامة، من ضمنها فيتامين K1 وحمض البانتوثينك والفولات وفيتامين B12 وفيتامين B1 وبعض الأحماض الأمينية الهامة وغيرها من المغذيات التي قد لا يسهل الحصول عليها بصورتها السهلة الإمتصاص من الغذاء العادي.
يعتقد بعض الباحثين أن تناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة يستنفذ الزنك من الجسم ولكن لا يوجد أدلة مؤكدة حتى الآن على هذا الأمر. في المقابل يوجد العديد من الدراسات التي ربطت بين إنخفاض مستوى الزنك وإنخفاض معدل الذكاء IQ لدى المواليد. حيت يطلق على الزنك إسم عنصر العبقرية وذلك لأنه يدخل في نمو وتطور المخ. ينصح الخبراء السيدات اللاتي تناولن حبوب منع الحمل لفترات طويلة أو قصيرة، أن يتجنبن الحمل مدة ستة أشهر على الأقل، حتى تعود بكتريا الجهاز الهضمي لحالتها الطبيعية، يمكن للسيدة إستخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل خلال تلك الفترة مثل اللولب.
البكتريا الضارة تفرز كميات كبيرة من السموم
تقوم البكتريا الضارة التي تجد فرصة للنمو على حساب البكتريا النافعة لدى النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل، بإفراز كمية كبيرة من المواد السامة وهي مواد تنتج عن العمليات الحيوية التي تقوم بها هذه البكتريا والتي يمكنها أن تنتقل عبر الدورة الدموية للأم إلى الجنين عن طريق المشيمة وهو ما يعرض الجنين لهذه السموم. حتى لو كن السيدات الحوامل يعشن في بيئة نظيفة ويتناولن أغذية خالية من الملوثات.
الإصابة بأنيميا الحمل
أظهرت الدراسات أن الخلل الذي يحدث في نمو بكتريا الجهاز الهضمي يتزامن مع حدوث أنيميا لدى السيدة التي تتناول حبوب منع الحمل وذلك لأن أغلب البكتريا الضارة التي تنمو في هذه الحالة تستخدم الحديد الموجود في الغذاء وتحرم الجسم منه. من المعروف أن الأنيميا تسبب خطورة على الجسم ولكنها أشد خطراً على الأم الحامل والجنين، حيث أن نقص الحديد هنا يؤثر على انتاج الهيموجلوبين الذي ينقل الأكسجين لخلايا الجسم.
انتقال البكتريا للطفل أثناء الولادة الطبيعية
يخلو جسم الطفل من البكتريا وقت الولادة، إلا أنها تنتقل إليه من جسم الأم عند خروجه عبر فتحة المهبل، إذا كانت البكتريا الغالبة على جسم الأم هي الضارة فمن الطبيعي أن تنتقل هذه البكتريا الضارة لجسم الطفل فيعاني من العديد من المشكلات الصحية فور ولادته.
لكل ما سبق ينصح الأطباء السيدات بالتفكير ملياً قبل تناول حبوب منع الحمل وعدم الإستمرار عليها لفترات طويلة حفاظاً على صحة السيدة وعلى أطفالها في المستقبل من التأثيرات الضارة لحبوب منع الحمل.