نصف مليار حيوان ذهبوا  ضحية حرائق أستراليا الأخيرة، فيما أودت حرائق الأمازون، في الفترة الممتدة من شهركانون الثاني/يناير، الى آب/أغسطس الماضي، (72 ألف حريق) بقسمٍ كبيرٍ من أكبر الغابات المطرية في العالم، والتي تُنتج  20 في المئة من الأوكسجين على كوكب الأرض.

 

كذلك أظهرت الدراسات أن العام الفائت 2019 كان واحداً من أشد الأعوام حرارة عبر تاريخ الأرض، حيث لامست درجات حرارة مياه المحيطات، التي تعدّ مقياساً أفضل لتغيّر المناخ، أعلى درجة مسجّلة على الأطلاق.

كل ذلك في الوقت الذي يفتقد ملياراً إنسان حول العالم  الى مصادر المياه الصالحة للشرب.

ووصلنا اليوم، لمرحلة تستهلك فيه البشرية، نحو خمسة تريليونات من الأكياس البلاستيكية سنوياً، تُنتج جميعها مع المشتقات النفطية، التي يمكن أن يستغرق تحللها بين 150 و 400 عام، وينتهي منها  حوالي 8 ملايين طن من البلاستيك ؛ في المحيطات (ما يعادل شاحنة كبيرة في كل دقيقة).

 

ولم يكن تأثير موجات الجفاف على البشرية أقل سوءاً حيث بلغ عدد الذين  يعانون من انعدام شديد في أمن الغذاء، فاق الــ50  مليون شخص، فقط في 16 دولة من دول جنوب القارة الإفريقية (بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة).

كل ذلك والذوبان يُهدد جميع  الأنهار الجليدية على سطح الكوكب، فيما يُهدد ارتفاع منسوب مياه البحار عشرات المدن حول العالم بالغرق، كما أنَّ هناك مئات آلاف الكائنات الحية مهددة بالإنقراض(حوالي نصف الثديات).

كل ما سبق سببه ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تسببها الغازات الدفيئة، والتي يُصر الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، على أن القضية كلها  عبارة عن كذبة، ولايكترث لكل ما يجري وسيجري، على سطح كوكبنا، فها هو بعد انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ، يُصدر قوانين تعطي تسهيلات أكبر لشركات التعدين واستخراج النفط، وغيرها من المشروعات الصناعية الكبيرة الملوثة، كخط  أنابيب Keystone Pipeline XL بين كندا وإيلينوي وتكساس.

 

من نافلة القول ،أنَّ ما سيجلبه قرار “ترامب” هذا على سكان الولايات المتحدة الأميركية أولاً، وعلى شعوب العالم ثانياً، وعلى الكائنات الحية التي تُشاركنا الطبيعة الأم ثالثاً، لا يعادل جزء بسيط من تأثير المطامر وجبال النفايات التي تكبر و تكبر على المواطن اللبناني!!

ولاحتى جزءاً من الأضرار التي تتسبب بها الكسارات والمرامل في جبل لبنان!!!  كما لا تصل نتائج القرارات  “الترامبية” الى ربع الأضرار التي تسببها معامل الترابة الإسمنت في منطقة الذوق!!!  أو حتى أضرار النفايات الكيميائية التي ترميها المعامل، في البحر والأنهر اللبنانية!!!

قرارات “ترامب” ليست شيء أمام خطر السموم  التي تجلبها لنا  شركات الأغذية والمياه المعدنية الملوثة التي تصول وتجول في لبنان!!!

كذلك لاتتعدى الخطر الناتج عن قطع الأشجار والصيد الجائر،في الشمال والجنوب اللبناني !!وليست أخطر من التجاوز على الأملاك البحرية وتدميرها!!!.

حزين  هذا المواطن اللبناني، الذي تُحاصره الحكومة على مدى عشرين عاماً  بعد انتهاء حجة التدخل السوري  بفسادها ومافياتها!!.

بانتظار ولادة الحكومة الجديدة يحق لنا أن نسأل: هل هناك أمل بتغيير هذه التركيبة السياسية، في لبنان يوماً ما، أم أنَّ الحراك الحاصل اليوم، يجب أن يستمر مدى الحياة؟؟؟

من يعش يرى.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This