شبه مستحيلٍ أن تختفي المياه  دفعةً واحدةً عن سطح كوكب الأرض، إلا في حالة وقوع كارثة فظيعة (أمر شبه افتراضي)، غير أنَّ تخيل هذه الصورة المرعبة للبشرية بلا مياه، قد يُساعدنا في تقدير حجم الكارثة، كما في إيصال رسالة تنبيه تقول: ” احفظوا المياه، لأنها الحياة”.

 

“ويكيليكس”…المعركة بدأت

مجرد أن نعلم أن هناك واحد من كل ستة أشخاص في العالم لا يحصل على مياه نظيفة وصحية للشرب، وأنَّ عدد سكان الكوكب مستمر في النمو، فيما احتياطي المياه على حاله، يجعلنا نعود الى ما كشف عنه تقرير سري نشره موقع “ويكيليكس” عام 2009 ،تحت عنوان “انسوا الأزمة المالية العالمية، المياه العذبة بدأت تنفد في العالم”، مؤكداً أنَّ المياه الصالحة للشرب ستختفي من الأرض بحلول العام 2050 ، بسبب تركيز النظام الغذائي في الغرب على اللحوم !!.

 

 

سؤال افتراضي: ماذا لو اختفت المياه عن سطح الأرض؟

تُغطي المحيطات، اليوم، حوالي 70 ٪ من سطح الأرض، وتمثل  بالإضافة الى ما يتصل بها من بحار، حوالي 97% من مجموع المياه الموجودة على الكوكب، أما 3% المتبقيّة، فهي ماء عذب، وحوالي ثلثي الماء العذب المتوفّر على الأرض موجود في القطبين على شكل جبال جليديّة ( منطقة القطب الجنوبي تحديداً، تعد أكبر خزان في العالم، كونها تحتوي على 90% من المياه العذبة، موجودة بشكل طبقات جليدية سميكة جدا”).

 

و تشكّل المياه الجوفيّة أغلب نسبة الثلث المتبقي من المياه العذبة ، بحيث تبدو نسبة المياه العذبة الموجودة في الأنهار والبحيرات، والغلاف الصخري، صغيرة نسبيّاً.

 

العواقب

تُعد مياه المحيطات، بمثابة جهاز تحكم طبيعي في مناخ الأرض، كونها تنظم درجات الحرارة الكوكب، وتتسبب هطول الأمطار، والحفاظ على الرطوبة، وباختفاء المحيطات، سيتوقف  امتصاص الحرارة من الشمس،  وسينتشر ثاني أكسيد الكربون في الجو، رافعاً بذلك حرارة الأرض إلى درجات قياسية، قد تصل الى درجة حرارة كوكب الزهرة،  والتي تبلغ 460 درجة مئوية.

وبجفاف المحيطات ستفنى المخلوقات البحرية عن بكرة أبيها .

كما ستموت البشر والحيوانات البرية جميعها، نتيجة الجفاف الفظيع.

وبعدها ستشتعل الحرائق في الغابات لتقضي على كل أنواع النباتات على الأرض.

وهكذا (افتراضياً) خلال عام ، ستكون الأرض صخرة ملتهبة، لاحياة عليها تطفو في الفضاء.

 

خجل لبناني!!!

أخيراً، يخجل المرء في لبنان الذي بلغ تلوث المياه فيه ما بلغ، ووصلت التجاوزات على أملاكه البحرية أوجها، حين يسمع أنَّ أصغر البلدان وأقلها سكانًا في العالم،  ” بالاو” (أرخبيل في المحيط الهادئ) أصدرت في أول يوم من هذا العام2020 ، قانونًا فريدًا  يُحظر واقيات الشمس، وذلك بعد حصولهم على أدلة علمية تثبت أنَّ المواد الكيميائية الموجودة في معظم واقيات الشمس، تسمم الشعاب المرجانية ، حتى ولو كانت بكمياتٍ قليلة .

ويخجل حين يسمع أن الصين، على ضخامتها واتساعها، فرضت هذا العام قوانين صارمة على استخدام الأكياس  المصنوعة من النايلون.

وأنَّ دولاً فقيرة مثل “بوليفيا” و”البيرو” حققت هدفها في الحفاظ على 17 ٪ من المناطق البرية والمياه الداخلية ، و 10 ٪ من المناطق البحرية بحلول عام 2020(ضمن تحالف أمريكا اللاتينية لتعزيز المناطق المحمية (ALFA 2020).

أخيراً، من نافلة القول أنَّه: لن تنفع آلاف المقالات والتقارير، ولا حتى الدراسات والأبحاث مع البشر الذين لايكترثون لما تمر به البشرية، هؤلاء البشر الذين يهدرون ويلوثون المياه، كما لن يسمع الذين يقطعون شجر الأرز، البلوط، الدلب والسنديان، ومثلهم أصحاب المصانع والكسارات والمرامل العملاقة التي تشوه الحياة الطبيعية يومياً.

لكن مهمتنا كصحافة مسؤولة، تُحتم علينا إطلاق الصرخات والنداءات باستمرار، علَّ أحداً، من أعداء البيئة،  يعي أو يتعظ .

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This