منذ سنوات، والهم البيئي يتصدّر أولويات الدول وخصوصًا المتحضّرة، وعقب حدوث أي كارثة بيئية كالحرائق أو الأعاصير، تراود المسؤولين الأفكار نفسها: الإحترار المناخي وتداعياته!!
وفي قمة المناخ الخامسة والعشرين التي عُقدت في مدريد، أجمعت الدول المشاركة على حراجة الموقف، وأصدر 11 ألفاً من أبرز العلماء تحذيراً بأن المناخ يتغيّر على وتيرة أسرع مما كان متوقعاً، ما يضع كوكب الأرض في حال طوارئ.
الكارثة بدأت تحط رحالها، والنتائج ستكون أكثر حدة وأوسع انتشاراً من أي تقديرات سابقة، وأبرزها ارتفاع البحار أمتاراً وليس سنتمترات فقط، إلى جانب موجات الجفاف والفيضانات والأعاصير المتطرّفة والمتكررة. وطالب العلماء بالعمل سريعاً على توسيع مساحات الغابات، وتخفيف الانبعاثات من استخدام الطاقة، وصولاً إلى التقليل من أكل اللحوم. فتربية الأبقار من أكثر نشاطات الإنتاج الغذائي المسببة لانبعاث غازات الاحتباس الحراري.
وفي حين أن المطلوب بالدرجة الأولى تسريع سياسات التحوّل نحو انماط استهلالكية أكثر استدامة، تضمن إدارة متوازنة للموارد الطبيعية. اعتبر العلماء ان التغيّر المناخي ليس الهم الأساسي الوحيد، بل هنالك تحديات بيئية أخرى، معظمها مرتبط بتغير المناخ على نحوٍ أو آخر. من هنا كان المطلوب أيضاً تسريع العمل للحد من تدهور الأراضي الزراعية وتعرية الغابات، ومعالجة تلوث الهواء والماء والتربة، وإدارة المياه والطاقة بكفاءة، والإدارة المتكاملة للنفايات التي تتضمن تخفيف إنتاجها، إلى جانب خفض الانبعاثات الكربونية.
وكما في كل كل عام يلفت اليوم العالمي للمياه انتباه العالم إلى قضايا المياه الرئيسية في العالم. سيركز اليوم العالمي للمياه 2020 على المياه والتغير المناخي. ويقول برنامج الأمم المتحدة البيئي أن للشباب دور هام في العمل على زيادة أمن المياه الإقليمية ونشر التوعية حول المياه، حيث يشارك الشباب في مشاريع مبتكرة متعلقة بالمياه والأبحاث ذات الصلة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، ويشكلون عاملاً أساسياً في تأمين مستقبل مائي أكثر استدامة في المنطقة. للشباب أيضاً دور أساسي في جعل بيئة المتوسط أكثر شمولاً للمهاجرين واللاجئين.
لا يخفى على أحد أن حروب المنطقة كاملة تتمحور حول الموارد الطبيعية لكل بلد، ولطالما كانت الحروب على هذه الموارد من الأكثر ضراوة على البشر، وفي حين أننا فعلاً بدأنا نفقد مواردنا الطبيعية فالحروب المقبلة باتت عناوينها مضمونة. من هنا فإننا في اليوم العالمي للمياه تتمحور حول إبعاد شبح الجفاف عن مناطقنا التي دقّ أبواب الكثير منها.. والأمر يتطلّب بشكل كبير الكثير من الأفعال والقليل من الأقوال.. ومن له أذنان سامعتان .. فليسمع!