منذ بداية انتشاره وأصابع الإتهام موجّهة صوب إيران، البلد الذي أصبح أكبر بؤرة لفيروس كورونا_ كوفيد 19 والمصدّر إلى مختلف البلاد المحيطة، إلا أن انتشار الفيروس إلى دول العالم بغالبيتها يضع البشرية أمام اختبار فعلي لنياتها في السلم والحرب من جهة ويضع العالم أجمع ومنظمة الصحة العالمية في خطر حقيقي من تحوّل الفيروس إلى وباء عالمي- وهو ما لم تقرّه المنطمة بعد.
الفيروس الذي بدأ انتشاره في الصين تلتها إيران لم يعد محصور الإتجاهات، فقد اتسع نطاق التفشي مع تخطي الحصيلة الإجمالية للإصابات في كوريا الجنوبية الألف، فيما ارتفع عدد الوفيات في إيران ورُصدت إصابات في دول لم يكن قد وصلها الفيروس ما استدعى تحذيرات شديدة.
انتشر فيروس كورونا المستجد بسرعة في أجزاء من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، رغم تراجع عدد الوفيات والإصابات الجديدة في بؤرة الوباء في الصين. وعُزلت مدن وبلدات في مسعى لمنع انتشار العدوى، فيما فرضت إجراءات حجر على فنادق ومخيّمات .
وقد تسرّب فيروس كورونا المستجد أكثر وأكثر إلى دول عربية، فقد أعلنت السعودية عن ظهور أوّل حالة إصابة بالفيروس في البلد، كما أعلنت الأردن عن تسجيل أوّل إصابة، .كما رُصدت أوّل حالة كورونا في تونس حسب ما أكدته وزارة الصحة، ويتعلّق الأمر بتونسي جاء بحرًا من إيطاليا. وأعلن المغرب بدوره عن تسجيل أول حالة مؤكدة بالفيروس، وهي تخصّ مواطنًا مغربيًا مقيمًا في إيطاليا، عاد مؤخرًا إلى المغرب. وقالت وزارة الصحة في بلاغ لها إن المصاب يوجد حاليًا في الحجر الصحي بأحد مستشفيات مدينة الدار الببضاء. وفي لبنان أعداد المصابين باتت 16 إلا أن سوريا حتى تاريخ كتابة هذا المقال لم تسجّل أيّ إصابة لمواطنيها.
وقد أعلنت الكويت بدورها عن اكتشاف عشر حالات إصابة جديدة بالفيروس خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ليرتفع العدد إلى 56 مصابًا، كلهم سافروا إلى إيران أو تواصلوا مع أشخاص كانوا هناك، حسب ما أعلنته مسؤولة في وزارة الصحة. وفي مصر، أعلنت وزارة الصحة والسكان تسجيل ثاني حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، فيما كانت الوزارة قد أكدت شفاء أوّل حالة إصابة بالفيروس. كما أعلنت الجزائر عن تسجيل حالتي إصابة جديدتين، لأم وابنتها، إذ انتقلت إليهما العدوى من فرنسي كان يُؤجر منزلهما، ما يرفع الحالات في الجزائر إلى ثلاثة. وارتفع عدد المصابين بالفيروس في قطر إلى سبع حالات ..
ألمانيا، بلجيكا، إيطاليا، أميركا ، أميركا اللاتينية، بريطانيا ، انكلترا، كلها دول انتقل اليها الفيروس إضافة إلى النمسا وكرواتيا وسويسرا، فرنسا واسبانيا وحتى الفاتيكان الذي سجّل اليوم أوّل إصابة ..
تدابير عديدة تتخذها الوزارات والحكومات المعنية، وخصوصاً ايقاف كل النشاطات التربوية، الثقافية والرياضية وحتى الدينية.. حتى الآن لم تشر منظمة الصحة العالمية تحوّل الفيروس إلى وباء عالمي معتبرة أن الأوضاع لا تزال تحت السيطرة، إلا أن سرعة الإنتشار أكبر من أي إرشادات وقائية أو صحية يمكن تطبيقها خصوصاً في البلدان الموبوءة بشكل كبير، فقد يخرج الموضوع عن السيطرة..
وفي حين لم يتم اكتشاف اللقاح المناسب لمكافحة “كوفيد 19″، الا ان الإجراءات والعلاجات المتّبعة في مختلف دول العالم هي نفسها اولا عبر مضادات لتقوية جهاز المناعة وثانيا عبر معالجة أعراض الفيروس بكل تفاصيلها .. ومن كانت مناعته جيّدة اجتاز الخطر الذي فعلياً لا يطال أكثر من 2% من المصابين.
بانتظار ما ستؤول إليه الأحوال في الأيام المقبلة تبقى الوقاية و اتباع ارشادات وزارة الصحة لكل بلد الأمر الأهم في مواجهة انتشار الفيروس وتحوّله إلى وباء!!