أطيب التمنيات بالعام الجديد.. هكذا استقبل العالم عام 2020، وعلى أمل حلحلة الأوضاع الإقتصادية والسياسية في لبنان، ودّع اللبنانيون عام 2019 وكلّهم تطلّع إلى سنة أفضل أقلّ توتر من سابقتها وأكثر تفاؤل بمصير انتفاضة بدّلت بعض المعايير، استقبلوا العام الجديد بنظرة تفاؤلية خضراء تعوّض ما خسره لبنان من الثروة الحرجية بسبب حرائق الغابات التي أرعبت الناس وهددت حيواتهم.

أطلّ عام 2020 ليفجّر غضبه وينتقم من العالم واللبنانيين على أساس المثل القائل ” عليي وعلى أعدائي”!

هو انتقام أم ردّة فعل الطبيعة على انتهاكات البشر بحقها، الأسئلة محقّة، فلبنان الذي لم يتنفّس الصعداء بسبب اختناقه إقتصاديا مع ارتفاع أسعار الدولار مقابل الليرة اللبنانية لحدود الـ 2800 ليرة، ومع وضعه على لائحة البلاد المتعثّرة لناحية عدم دفع ديونه الخارجية، تهدّد بوصول الجراد اليه من البلدان العربية المجاورة التي اجتاحها الجراد فقضى على أخضرها ويابسها.

لبنان الذي لم يخرج من عزلته السياسية التي فرضتها الإنقسامات الداخلية على تشكيل الحكومة الجديدة تلقّى بيدين مفتوحتين فيروس الكورونا – كوفيد 19 المتطوّر ليختبر قوة نظامه الإستشفائي الحكومي المهمل منذ سنوات طويلة. ورغم تقليدنا للغرب بكل العادات والفزلكات الصاعدة، إلا أننا لا نزال متريثين في إعلان حالة الطوارىء العامة في البلاد تماماً كغيرنا من البلدان لأنه لا داعي للهلع بحسب المسؤولين!!

لبنان، المعطّلة التعيينات فيه ومجالس الخدمة المدنية، إضافة إلى القرارات الرصينة لانتشاله من قعر الهاوية، تعطّلت مدارسه أولا بسبب الإنتفاضة واليوم بسبب انتشار ما سمّته منظمة الصحة  بالوباء العالمي.

لبنان الهشّ بكل أوضاعه استيقظ أمس على ما يشبه الإعصار الذي ترجم برياح لامست 120 كم في الساعة  في بعض المناطق اقتلعت ما يزيد عن 100 شجرة لا تقل عن ٤ طن كل شجرة وسبّبت انهيار المباني وتطاير لوحات اعلانية عملاقة وأوقعت اعمدة الكهرباء وتلفت الخيم البلاستيكية. ويقول المعنيون أن سرعة هذه الرياح كان يلزمها 10 كيلومترات إضافية لتدخل درجة إعصار رقم 1.

لا يدرك المرء ما قد يصل إليه، ولا نزال في بداية عام 2020 الأسود حتى اليوم، وبالتالي فإنه مع توقّع اصطدام نيزك بالأرض في الفترة المقبلة، فإن أقصى ما يمكن أن يخفف على المواطن اللبناني همّه هو حس الفكاهة لديه وخفّة دمّه. والتاريخ يشهد على أن المصائب جميعها تتحوّل في لبنان إلى مادة دسمة للمونولوج والدعابات وآخرها عودة الديناصورات لغزو لبنان، فهل نتأهّب لذلك؟

 

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This