العالم أجمعه كما لبنان يجاهد في حرب ضد عدوّ واحد بدل التقاتل في ما بين الدول، والكل اليوم يتوحّدون لمواجهة وباء غريب متطوّر حصد ولا يزال آلاف الأرواح وأهلك مئات الطواقم الطبية في مختلف أنحاء العالم، وأكثرها تلك في الدول الاوروبية المتطورة كإيطاليا مثلاً.

في المقابل، يعمل لبنان بكل ما أوتي اليه من إمكانيات وقدرات محدودة لمواجهة عدوّ عصيّ على العالم حتى الآن. لبنان الذي تشيد منظمة الصحة العالمية بتعامله مع المرض واجراءاته الإحترازية المفروضة، والذي تكلّمت عنه وسائل الإعلام الغربية يحاول موحّداً شعباً وحكومة وجيشاً الخروج من هذه الحرب بأقلّ خسائر ممكنة.

وفي هذا الإطار إجراءات متعددة جرى اعتمادها  أجبرت اللبنانيين على الحجر المنزلي لمدة 4 أسابيع على الأقلّ، وأثّرت على الإقتصاد اللبناني ومعيشة المواطن وخصوصا المياوم بشكل أساسي، لكن المثل يقول “مصائب قوم عند قوم فوائد”.

فرغم كل شيء يبقى الأساس في وحدة اللبنانيين التي تجلّت مؤخرا في دعم آخرين قسى عليهم الزمن من جهة، وفي وحدة الأحزاب – ولو ظاهرياً وبحكم المنافسة في ما بينها- في العمل كلّ بحسب منطقته على خدمة المقيمين وتأمين فنادق او مراكز او بيوت راحة للعزل الصحي لكل مريض كورونا لا يحتاج لدخول المستشفى!

في المقابل، وبعيداً من “التيليتون”  الذي قامت به بعض وسائل الإعلام بهدف تأمين أموال لدعم المستشفيات والمواطنين، فإن انكباب المعنيين على دعم المستشفيات الحكومية ماديا ولوجستياً واعادة تجهيزها لتصبح مستعدة للتعاطي مع خطورة هذا الوباء من أقصى الشمال إلى الجنوب والبقاع والساحل والداخل.. خطوة أساسية لتحسين النظام الاستشفائي اللبناني وخصوصاً الحكومي منه، الأمر الذي سيسمح بخروجنا من هذه الازمة منتصرين ان شاء الله وبقطاع استشفائي حكومي متين للسنوات المقبلة. أمر لطالما نادى به الشعب اللبناني فتقاعس عنه المسؤولون لغايات في نفس يعقوب، فأتت الكورونا وقلبت المقاييس!!

وبين ايجابية وأخرى، يبقى الأهم عودة العائلة الى الإجتماع بسبب الوقت الذي وفّرته أزمة كورونا لكل من لم يكن يملكه لقضائه مع عائلته، فضلاً عن عودة الناس الى الذات والى طرح الاولويات بشكل جدي امامها بعد ان التهت بقشور الحياة أخيراً، مع العودة الى الايمان والصلاة!

كل أزمة لها نهاية، واذ يعمل المعنيون للخروج منها في أقلّ الأضرار الممكنة، يبقى التعاون بين أبناء البلد الواحد هو الأساس ففي الإتحاد قوّة!

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This