يشكّل وباء كورونا- كوفيد 19 الجائحة الأكثر خطراً على مجتمعات العالم كافة وعلى وجود الإنسان بشكل كبير، فضلاً عن التداعيات النفسية والإقتصادية والإجتماعية التي باتت تظهر ولا تزال سلبياتها كثيرة.
ورغم أن حوادث كثيرة حصلت في الآونة الأخيرة من فيضانات وحرائق وزلازل وغيرها من الكوارث البيئية، اعتبر الكثير من براء البيئة بأن الطبيعة تنتقم لنفسها بما سبّبته النشاطات البشرية من أذيّة لها، واليوم يكرّر العلماء أن الحفاظ على البيئة يجنّبنا كوارث جمّة شبيهة بالكوفيد 19!!
في هذا الإطار، يقول “قال دورين روبنسون، رئيس برنامج الحياة البرية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: “إن البشر والطبيعة جزء من نظام واحد مترابط، وتوفر الطبيعة الطعام والأدوية والمياه والهواء النقي والعديد من الفوائد الأخرى التي سمحت للناس بالازدهار”.
وبالتالي، فإنه ومن وجهة نظر المجتمع البيئي، من المهم معالجة التهديدات المتعددة والمتفاعلة في كثير من الأحيان للأنظمة البيئية والحياة البرية لمنع ظهور الأمراض الحيوانية المنشأ، بما في ذلك فقدان الموائل وتفتتها، والاتجار غير المشروع، والتلوث، والأنواع الغازية، وبشكل متزايد، تغير المناخ .
وفي صرخة مدوية اطلقها برنامج الامم المتحدة للبيئة ، اعتبر ان كورونا هو بمثابة تنبيه للعالم أجمع . واعتبر انه في شكل متوسط ، يظهر مرض معد جديد في البشر كل 4 اشهر و 75% منها ناشئة تأتي من الحيوانات خصوصا البرية منها. وبالتالي فإنه لمنع المزيد من تفش الأوبئة، يجب وقف الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية ومنع تدمير الموائل الطبيعية لهذه الحيوانات بما في ذلك الغابات. ويعود ذلك الى ان النظام البيئي الصحي يساعد على حماية البشر من الأمراض حيث ان التنوّع البيولوجي يجعل من الصعب على مسببات الامراض الانتشار بسرعة .
في الخلاصة،لا يمكننا العودة إلى العمل على النحو المعتاد. وسوف نحتاج إلى إعادة البناء من خلال العمل مع الطبيعة، وليس ضدها. يجب ان نوقف تغير المناخ وازالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي ، والتصرف عكس ذلك ما هو الا فشل وخسارة للبشرية جمعاء.