تتعدد المعلومات يومياً وتتجدّد حول تطورات فيروس كورونا _كوفيد 19 الذي اجتاح العالم وحصد ضحايا بمئات الآلاف، مع ما سيحصد من تداعيات كارثية على اقتصاد أكبر الدول وأصغرها وتزايد نسب الفقر والعوز فضلاً عن المجاعات المحتملة والمشاكل الأخلاقية والأمنية المترتّبة عنها…
قد لا تعدّ ولا تحصى الأزمات المقبلة ما بعد كورونا، لكن الوقت الآن هو للأبحاث وللتجارب السريرية عن علاجات من جهة ولقاحات من جهة أخرى، وفي حين أن التقدّم يومي في هذا المجال، فإن التفاصيل حول كيفية انتقال الفيروس -المصنّف جائحة من قبل منظمة الصحة العالمية – تختلف بين يوم وآخر.
لطالما ركّزت المنظمة المذكورة على انتقال المرض بطريقة مباشرة عبر مخالطة المصاب او مصافحته والتعرض لرذاذ السعال او العطس، فضلاً عن ملامسة الأسطح نفسها التي سبق ان لامسها المصاب .. إضافة إلى الإختلاف بوجهات النظر حول قدرة عيش الفيروس على الأسطح الجامدة والالبسة والاحذية وما الى هنالك من تفاصيل ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة ووسائل الإعلام بمختلف انواعها!!
وفي حين لا تزال الضبابية تحاوط إمكانية انتقال الفيروس في الهواء، فجّر عالم ألماني دراسة جديدة قد تنسف كل المعطيات السابقة، ولكن إلى أي حدّ قد تكون صحيحة؟ فإن الجواب هو حكماً لدى منظمة الصحة العالمية المخوّلة تحديد الصح من الخطأ بكل ما يتعلّق بالأوبئة العالمية!!
في التفاصيل، وفي خبر نشره موقع “دايلي ميل” فإن البروفيسور هندريك ستريك، رئيس قسم الفيروسات بجامعة بون، أجرى دراسة ضخمة في قرية صغيرة بمدينة “هاينزبرج”، التي تعد أكثر المناطق تضررًا بفيروس كورونا في البلاد.وتوصّل إلى أن الأدلة تشير إلى أن فيروس (Covid-19) لا ينتقل عن طريق لمس الأسطح كما يعتقد!!
وفي التفاصيل، فإن البروفيسور ستريك عندما قام بفحص منزل عائلة مصابة، وجد أن المنزل ليس لديه “أي فيروس حي على أي سطح”، وهو ما يناقض الاعتقاد بأن الفيروس يمكن أن يعيش على الأسطح المختلفة لعدة أيام. إذ انه لم يتم العثور على الفيروس على مقابض الأبواب أو فرو الحيوانات أيضًا. وأشار إلى أن المريضة صفر في ألمانيا أصابت زملائها فقط بالفيروس، وليس الضيوف الآخرين أو العشاء في الفندق الذي كانت تقيم فيه.وتوصّل في نهاية المطاف الى ان الفيروس ينتقل من الشخص المصاب الى السليم هوائيا” حصرا” عبر السعال والعطاس او الاقتراب كثيرا” منه. وبالتالي فإن اجراءات حجر عامة الناس في بيوتها لا فائدة منها. بل يجب عزل من هو مصاب فقط بعد اجراء الفحص الطبي والمخبري.
لا تزال الدراسة تتطلّب ابحاثاً اكثر دقة، فسيقضي فريق من 40 باحثًا الآن وقتًا في هاينزبرغ من أجل معرفة كيفية انتشار الفيروس وكيف يمكن أن يصاب الناس دون علم. وقد يلقي الضوء أيضًا على كيفية إبطاء المرض ويمكن أن تكون نتائجه مفيدة في وقف انتشار المرض في جميع أنحاء العالم.
كل دراسة جديدة حول هذا المرض التنفسي القاتل مرحّب بها ، لكن الكلمة الفصل تبقى في النهاية لمنظمة الصحة العالمية التي تقوم بمتابعة أبحاث ودراسات أطباء العالم بهدف تغلّب البشر على هذا الوباء وربح معركة البقاء.
وإلى ذلك الحين #خليك_بالبيت ضماناً لصحتك وصحة عائلتك!