انه الأول من أيار عام 2020 ، عيد العمال، هؤلاء الذين لم ينصفهم اي شيء هذا العام، ففي حين أنهم يحاربون يومياً للحصول على حقوقهم المادية من جهة والمعنوية من جهة أخرى، فضلاً عن مطالبتهم بالتقديمات الاجتماعية التي ينصّ عليها القانون وتغيب عن بال وعقود مدراء الشركات.. فإن الإنتفاضة التي بدأت في أواخر عام 2019 وفيروس “كورونا” الذي جمّد العالم، إضافة إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة… قضوا على حقوق العمال بالكامل.
يأتي عيد العمال هذا العام، وغالبية الموظفين باتوا إمّا عاطلين عن العمل أو يعملون بنصف دوام وربع راتب فقد بالأساس قيمته الشرائية بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المنتجات ربطاً بارتفاع أسعار الدولار..
عيد، بأي حال عدت يا عيد، فكل عام وعوضاً عن تقديم المكافآت والترقيات للعمال، هم يخسرون في المقابل أدنى مقوّمات الحياة، لترتفع الأسعار ويصبح الإنسان السلعة الأرخص!!
ففي استطلاع للرأي أجرته مديرية الإحصاء في المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق كانت النتيجة،أن 30.8% من المؤسسات صرفت عمّالها، و10.8% خفضت عددهم. كذلك تبيّن أن أكثر من 33% من العاملين في القطاع الخاص انقطع راتبهم بالكامل و22% خُفضت رواتبهم مع إبقاء نفس عدد ساعات العمل، و13% خُفضت رواتبهم مقابل خفض عدد ساعات عملهم، مقابل 31.5% لم تمسّ رواتبهم. وعلى ضفّة المؤسسات، كشف الاستطلاع أن مردود المؤسسات بدأ ينخفض، إذ إن أكثر من 51% انخفض مردودهم المالي بنسبة 50% وما دون، مقابل 49% انخفض مردودهم بأكثر من 50%.
قد لا يكون العامل في لبنان هو الوحيد المتضرّر من تداعيات كورونا التي طالت العالم، لكن دول العالم كافة عوّضت على مواطنيها بمساعدات ماليّة وعينيّة تقيهم الفقر والعوز والذلّ الذي يعيشه اللبنانيون، فحكماء لبنان يتقاتلون في ما بينهم على تقديم المساعدات تحت نظر الإعلام، والا فلا داعي لها، في حين يتقاعسون من جهة أخرى لإقرار قوانين قد تؤمّن للمحرومين القوت اللازم لهم دون اذلالهم… إضافة إلى ذلك، فإن العالم لم يشهد أي انهيار لعملته الوطنية مقابل الأجنبية كما حصل في لبنان ولم تكن أي انتفاضة شعبيّة عذراً يستعمله ارباب العمل لتخفيض رواتب العمال او تسريحهم!!
يمرّ عيد العمّال هذه السنة والعدد الأكبر من أصحاب العيد يرقدون في منازلهم، يدورون حول أنفسهم باحثين عن مصدر يقيهم وعائلتهم الجوع والعوز.. يمرّ العيد هذا العام، والكثير من أصحابه يرزحون تحت ديون يذلّهم المصرف قبل ان يستطيعوا دفعها، يمرّ العيد وهم الغد يثقل كاهل أصحابه..
تحت وطأة تلك الظروف، يبقى الأمل بغد أفضل السلاح الأوحد عسى أن يكون العيد في العام المقبل بادرة خير كي يبقى العمّال والعمل بألف خير !