طفح كيل اللبنانيين، فالمصائب باتت تنزل عليهم كالشتاء، وزخّات الكورونا تارة خجولة وطورا وقحة في حين أن طوفان الفقر بات يهدد أكثر من نصف المواطنين إذا لم يكن أكثر.

وبين زخّة وطوفان، تأتي توقعات الفلكيين أو المنجّمين لتزيد من الطين بلّة، ومهما اختلف ايمان البعض بصحتها أو اعتبارها من التجديف فإن نسبة القلق ارتفعت خصوصًا وأن غالبية “المنجمين” يجمعون على حقيقة واحدة ألا وهي أن الأسوأ لم يأت بعد، وما ينتظرنا اكثر اسوداداً من أيامنا هذه!!

لا داعي لحديث المنجمين عن اسوداد هذه الأيام… إذ حدّث من دون حرج، أزمة سياسية  معطوفة على سياسات مالية ونقدية واقتصادية ، إضافة ألى أخرى صحية متمثلة بالكورونا عزلت الناس عن أشغالها وقضت على قطاعات بأكملها فتتالت التداعيات الإقتصادية ووصلنا إلى المحظور:

  • تلامذة من دون تعليم أو بتعليم عن بعد ، مقابل ادارات مدارس جشعة وتقاعس دولة عن واجباتها وضعت الاهالي أمام واقع صعب بين ضرورة دفع الأقساط المدرسية وأحقيّة الموضوع وبين قدرتهم على دفع المتطلبات.
  • شركات إما أفلست أو تذرّعت بالوضع فصرفت عمالها وحدّت من خسائرها .
  • موظفون خسروا وظائفهم أو تقلّصت أجورهم او فقدوا القدرة الشرائية ربطا بارتفاع اسعار السلع والدولار وتقاضي رواتبهم بالليرة اللبنانية على سعر الصرف الرسمي .
  • عائلات فقدت مصدر رزقها وكواها غلاء اسعار كل متطلبات الغذاء من اصغرها إلى أكبرها .
  • شابان وشابات أرجؤؤا احلامهم إن بالزواج أو الإنجاب لعدم قدرتهم على تحمّل التكاليف الباهظة في ظل ارتفاع جنوني لأسعار الحليب والحفاضات فضلا عن توقّف قروض الاسكان لاستملاك شقّة  اضافة الى غياب المعاشات لتقسيطها!!
  • مواطنون ومواطنات تعثروا في دقع قروضهم المصرفية فخسروا إما سيارات أو عقارات أو حتى منازل مرهونة .
  • لبنانيون خسروا شقاء عمرهم المستثمر بقطاعات سياحية بعد توقّف الحياة  الطبيعية التي وإن عادت فالفقر والعوز يمنع الناس من الفزلكة!!
  • عائلات فقدت بعض افرادها بسبب العوز أو الجوع أو الامراض المتأتيّة عنها من ضغط وسكري وازمات قلبية!
  • لبنانيون فقدوا الأمل بكل شيء في هذه الحياة، فقدوا إيمانهم بوطنهم ومستقبلهم فيه وتنصبّ عيونهم صوب بلاد الإغتراب علّهم يحصدون ما قد يزرعون في بلاد تضع الإنسان في قائمة أولوياتها!

لا ينته التعداد عند هذا الحد، فالأزمات متتالية ومتشعّبة، ونتائجها وخيمة، الجوع دخل الى كل البيوت وإن لم تمت الناس من الكورونا ستموت بسبب الهم والغمّ والجوع!!

لا احد يعلم ما ينتظرنا، ولكن الأكيد أننا بحاجة إلى أعجوبة تخلّص العالم من كورونا، وتخلّص اللبنانيين من أزماتهم التي احتار فانوس علاء الدين السحري في طريقة حلّها!!

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This