منذ ظهور فيروس “كورونا” في الصين لأوّل مرة وانتشاره في العالم أجمع، إلى حين إعلانه “وباء” لا لقاح له ولا علاج، ومع تسجيل نسب وفيات عالية في غالبية البلدان وأولها ايطاليا واليوم دول أميركا اللاتينية، توالت الدراسات حول أهمية الكمامات، كيفية انتقال الفيروس، أعراضه، سبل الوقاية، سرعة انتشاره ومدة وجوده على الأسطح والأرض …
تفاصيل كثيرة شهدت مداً وجزراً بين منظمة الصحة العالمية من جهة وعلماء وأطباء يحاولون إيجاد العلاجات اللازمة، بين زعماء يتهمون بعضهم البعض بحرب بيولوجية من جهة وتعتيم عن أخطاء مختبرية من جهة أخرى، ورمي اصابع الإتهام صوب الحيوانات المسببة لهذا الفيروس، فضلاً عن اكتشافات متلاحقة لأدوية يعاد رفضها أو تسجيل اعتراضات صحية عليها ..
هل يعيش الفيروس على الأسطح؟ هل ينتقل من المصابين الذين لا تظهر عليهم العوارض؟ كيف ينتقل وهل هو مميت؟ كيف نحمي انفسنا وأطفالنا وكبار السن في عائلتنا؟ هل ان اعتماد سياسة مناعة القطيع هي تجربة ناجحة ؟ اسئلة كثيرة ضاع بها العالم في زوبعة من المعلومات المتناقضة لدرجة أن واقع الفيروس والاقتناع به كوباء بات “وجهة نظر” !!
أقفلت بلاد العالم لأشهر درءاً لخسائر بشرية إضافية فتضاعفت تلك الإقتصادية في أكبر بلاد العالم إلى أصغرها وانتشرت البطالة وارتفعت نسبة الفقر وتأجّلت الاستحقاقات السياسية وغيرها .. إلى حين مواجهة هذا الوباء!
في سياق دراسة مجريات الأمور ، لا يزال الغموض يلفّ حقيقة هذا الوباء، كما لا تزال الدراسات متناقضة وغير واضحة في حين ان الأخذ والرد في سياق الادوية المعالجة وعدم امكانية ايجاد لقاح ووجود موجة ثانية، كلها امور ساهمت في ضياع البشرية بأجمعها، فاختلفت نسبة الوثوق بحقيقة هذا الوباء لدرجة ظهور آراء طبية متعددة تشير إلى إعطاء الموضوع اكبر من حجمه إذ أن كورونا متواجد في العالم قبل الإعلان عنه بكثير وقد وجد تحديداً في لبنان منذ شهر تموز 2019، وهو لا يتعدى كونه نوع من الانفلوانزا العادية دون وجود اي مبرر للهلع ، ونشر الخوف هو لاغراض تجارية بحتة لبيع اللقاح المفترض اختراعه!!
في المقابل، وبالنظر الى عدد الوفيات فإن الأرقام مخيفة في حين ان البعض يشكّك بأن كورونا هو السبب لكل هذه الوفيات.. فضلاً عن التناقض في استعمال الادوية المعالجة!!
في العالم ثمة من يعتبر الأمر حرباً بيولوجية لتغيير معادلة أكبر القوى الاقتصادية في حين تمحور في بعض الدول الحديث عن بيل غيتس، مؤسس مجموعة “مايكروسوفت”، المتهم بأنه “اخترع” فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” بهدف “إفراغ الأرض من سكانها” و”زرع شرائح إلكترونية في البشر”.
حتى في لبنان، فإن الكثير من المواطنين لا يثقون بخطورة كورونا ولا يرون ضرورة لاقفال البلاد بل يعتبرون الامر ممهنهجاً لتسجيل خسائر اقتصادية مهولة تجبر الدولة على تقوقعها في التبعية للخارج، الامر الذي لن يسمح يتطور البلاد بشكل طبيعي.
بين هذه الفرضية وتلك، بين الخدعة والبدعة، تحوّلت القناعة بحقيقة وجود هذا الفيروس وبخطورته إلى “وجهة نظر” يبنيها كل انسان على حسب المعطيات التي يراها مناسبة له. ومع اختلاف وجهات النظر هذه، وفي ظل الضبابية في ادراك الحقيقة، تبقى الوقاية خير من قنطار علاج ،بانتظار جلاء الحقيقة الكاملة في السنوات المقبلة.