هوذا فصل الصيف الذي ينتظره اللبنانيون كل عام ليتمتعوا بلهيبه على البحر وفي الجيال، إلا أنه اتى هذا العام ليزيد حرارة الجوّ الموبوء صحياً واجتماعياً واقتصادياً، لتصبح الحرارة في أقساها في شهر تموز الحالي. فقد أعلنت مصلحة الأرصاد الجوية أن لبنان يتأثر ابتداءً من اليوم بموجة لاهبة، تُعتبر الأقوى لهذا الموسم، ولن تكون الاخيرة خلال هذا الشهر، فتموز يتوعّد المنطقة بموجة اخرى في ايامه العشرة الأخيرة وسوف تغطي الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وقد تتخطى درجات الحرارة ال 40 درجة.
في هذا الإطار، وفي حين أن الخيارات لتلطيف الأجواء على المواطنين ليست واسعة بسبب سياسات الحجر والوقاية من فيروس كورونا، فإنّه لا خيار لدينا بتاتاً للحؤول دون تسبّب هذا الحر بحرائق دامية وتكرار سيناريو عام 2019 إلا الوقاية والتنبّه الكامل إن من قبل الأفراد أو البلديات .
فمن منا لا يذكر كارثة الدامور في ايلول – تشرين 2019 وانتقال الحرائق من منطقة إلى أخرى، في ظل إمكانيات محدودة للدولة ، الأمر الذي تسبّب بخسائر بشرية وطبيعية من خلال احتراق هكتارات كبيرة من الغابات وتضررّ موائل الحيوانات وعبرها مسار التنوّع البيولوجي بأكمله.
من هنا، فإن موجة الحر المقبلة تتطلّب وعياً كاملاً، من قبل الجميع للتكاتف دون الوصول إلى نتائج قد لا تحمد عقباها، خصوصاً وأن البوادر غير ايجابية بحيت اندلعت في اليومين الاخيرين حرائق متنقّلة في مناطق جنوبية، منها عدلون، أنصارية، الصرفند والبيسارية، وسط مناشدات الأهالي للمساعدة في إطفائها.
في مقابل المسؤولية الفردية للأشخاص وللبلديات، فإنه يجب بالتالي على الحكومة مجتمعة وضع خطة جديدة لمواجهة الحرائق المستجدّة خصوصاً بعد نيتها بيع الطائرات المخصصة لإطفاء الحرائق غير القابلة للتشغيل بسبب كلفة صيانتها !! الأمر الذي رتّب مسؤولية كبيرة على عناصر الإطفاء في الدفاع المدني والجيش اللبناني إضافة إلى أبناء المنطقة المنكوبة، فهل من يسمع أو يجيب؟
