وكأن وباء الكورونا لم يعد يكفي العالم لتحل عليه المصائب من كل حدب وصوب، ولكل بلد قصّة، إما مصائب اقتصادية او اجتماعية او سياسية.. وغيرها لتكتمل مع السودان بكارثة طبيعية بيئيّة جرّاء فيضانات هي الأقوى منذ زمن.

إذ يواجه السودانيون في 16 ولاية مخاطر الفيضانات، وقالت السلطات السودانية إن أكثر من نصف مليون شخص قد تضرروا فضلا عن انهيار كلي وجزئي لعشرات الآلاف من المنازل.

وتعيش معظم ولايات ومناطق السودان أوضاعا كارثية بعد أن زاد عدد ضحايا الفيضانات على 100 قتيل وشردت مئات الآلاف من السكان وأدت لانهيار أكثر من 100 ألف منزل. وإزاء تفاقم الوضع في البلاد، قرر مجلس الأمن والدفاع -وهو أعلى هيئة أمنية في البلاد- اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية، كما أعلن حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر.

في التفاصيل، غفإن العديد  من العوامل لعبت دوراً رئيساً في حدوث الكارثة هذه السنة على غير المعتاد، إذ ارتفع منسوب النيل الأزرق، بحسب وزارة المياه والري السودانية، إلى 17.58 متراً، وهو المستوى الأعلى الذي يتم تسجيله منذ بدء رصد النهر في عام 1902.

وبتاريخ 7-8 أغسطس/آب الماضي، بدأ فيضان النيل الأزرق يسجل عند محطة الديم إيراداً يومياً فاق 900 مليون متر مكعب، بينما الإيراد الطبيعي في مثل هذه الأيام من السنة يبقى في حدود 609 ملايين متر مكعب يومياً.

ووفقاً لمدير وحدة الإنذار المبكر في وزارة الري والموارد المائية رضوان عبد الرحمن، فإن أحد أهم العوامل في هذه الكارثة، هو وجود أنهار موسمية ترفد مجرى النيل داخل الحدود السودانية، مثل نهرَي الرهد والدندر، حيث يبلغ متوسط إيراد الأخير في موسم الفيضان حوالى 500 مليون متر مكعب يومياً.

يضاف إلى ذلك وجود عدد كبير من الأودية التي يقارب تدفق المياه في بعضها الأنهار الموسمية، فضلاً عن نهر عطبرة الذي يصب في نهر النيل نحو 310 كيلومترات شمال العاصمة.

كما فاقم امتلاء خزان جبل أولياء على النيل الأبيض، 45 كيلومتراً جنوب وسط الخرطوم، من معاناة الضواحي الجنوبية للعاصمة، إضافة إلى رفده مجرى نهر النيل الرئيس عند اقترانه بالنيل الأزرق في الخرطوم.

وقال مجلس الأمن والدفاع السوداني في إعلانه الصادر صباح امس  إنه بعد “تأكيد كل القراءات على تجاوز معدلات الفيضانات والأمطار هذا العام للأرقام القياسية.. تم الإعلان عن حالة الطوارئ بجميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر”. وأضاف البيان أنه تقرر اعتبار السودان “منطقة كوارث طبيعية”، كما تم “تشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات لخريف هذا العام”. من جهتها، قالت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ إن أكثر من نصف مليون سوداني تضرروا من الفيضانات التي شملت معظم الولايات، مشيرة إلى أنها تسببت في انهيار كلي أو جزئي لأكثر من 100 ألف منزل. وذكرت وزيرة العمل أن معدلات الفيضانات والأمطار المسجلة هذا العام تجاوزت الأرقام القياسية المسجلة عامي 1946 و1988، مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع. وكانت وزارة المياه والري قد أعلنت أن منسوب النيل الأزرق ارتفع إلى 17.58 مترا (57 قدما)، ووصفته بأنه “مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر في العام 1902″، وكانت القمة السابقة 17.26 مترا. ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو/حزيران ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنويا فيضانات وسيولا.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This