يختلف المكان ولكن التوقيت تقريباً هو نفسه، فمثل هذا الوقت من العام الماضي تقريباً اندلعت حرائق في مختلف مناطق لبنان كما سوريا ، وفي حين اشتعل البعض منها في مناطق محددة من لبنان، فإن النصيب الاكبر هذا العام أكلته غابات سوريا . إذ تشهد المناطق الغربية من سوريا حرائق غابات هائلة منذ أيام بسبب ارتفاع كبير في درجات الحرارة. والتهمت الحرائق مناطق خضراء شاسعة في جبال اللاذقية وحماة وحمص. ووفقاً لوكالة الأنباء السورية سانا، فإن ارتفاع درجات الحرارة بـ 9 إلى 11 درجة فوق المعدل الطبيعي لمثل هذا الوقت من العام، ساهم في انتشار الحرائق بسرعة.
ولا يزال رجال الإطفاء يحاربون حرائق اندلعت السبت في غابات صلنفة في اللاذقية والتي امتدت إلى ريف حماة الغربي، وتحديداً إلى قرى الفريكة والفوقانية وعين بدرية، بحسب “يورونيوز”. وتسببت الحرائق في أضرار بيئية كبيرة في الغابات والمحميات الطبيعية، حيث أن محمية الأرز والشوح في جبال العلويين في الساحل السوري واحدة من أضخم المحميات والغابات الطبيعية في الشرق الأوسط تحترق لليوم الرابع على التوالي ، وكذلك في البيوت والممتلكات. وفي تصريح لسانا، قالت مديرة الهيئة العامة لإدارة وتنمية الغاب، وفاء وسوف، إن الحريق اندلع في غابات صلنفة بمحافظة اللاذقية، وانتشر بسبب تذبذب وشدة الرياح باتجاه الجهة الشرقية. بالقرب من طريق عين جورين. وأضافت وسوف أن فرق إطفاء الهيئة والدفاع المدني مدعومين بعربات الإطفاء وفرق الإطفاء من محافظة اللاذقية لا يزالون يعملون جاهدين للسيطرة على الحريق منذ السبت. وأدت التضاريس الوعرة والانحدار الشديد للمنطقة إلى جانب الموارد المحدودة ودرجات الحرارة المرتفعة إلى إعاقة جهود مكافحة الحرائق.
وشارك عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من بينهم مشاهير عبر هاشتاغ #سوريا_تحترق في موقع التواصل ”تويتر“ في التفاعل مع الحدث، الذي اعتبروه أحد المآسي الإضافية التي حلت بسوريا بالتهام واحدة من أهم الغابات في منطقة الشرق الأوسط.
وكأن سوريا كان ينقصها الحرائق البيئية فضلاً عن العواصف السياسية والامنية والاجتماعية التي تجتاحها، وبين سوريا ولبنان لا يختلف الوضع كثيراً وإذ نصلّي للتوقف الحرائق، وكي لا يحترق لبنان كما جارته، علينا التنبّه كبلديات، مواطنين وأفراد بشكل كبير بالتعاون مع الدفاع المدني والمؤسسات التي تعنى بالحرائق على أي خطر يحدق بغاباتنا ومناطقنا علّنا نتفادى كارثة العام الماضي!