تقع التكنولوجيا الآن على أعتاب الانتقال إلى ما هو أبعد من التعزيز الذي يحل محل القدرات البشرية وإنما إلى ما يخلق قدرات خارقة.
تتمحور الاتجاهات الحديثة حول فكرة “المساحات الذكية المتمركزة حول الأشخاص”، مما يعني النظر في كيفية تأثير هذه التقنيات على الأشخاص (أي العملاء والموظفين) والأماكن التي يعيشون فيها (مثل المنزل والمكتب والسيارة).
يقول ديفيد سيرلي، محلل نائب الرئيس المتميز لشركة غارتنر: “هذه الاتجاهات لها تأثير عميق على الأشخاص والمساحات التي يعيشون فيها، بدلاً من بناء الكثير من التقنيات ثم استكشاف التطبيقات المحتملة، يجب على المؤسسات مراعاة سياق العمل والإنسان أولاً”.
هذه الاتجاهات لا توجد بمعزل عن غيرها، يجب على قادة تكنولوجيا المعلومات تحديد مجموعة الاتجاهات التي ستقود معظم عمليات الابتكار والاستراتيجية. وقد حددت شركة غارتنر الأمريكية؛ الشركة العالمية للأبحاث والاستشارات، أهم الاتجاهات الاستراتيجية لتقنية المعلومات وأنظمة الحاسوب للعام 2020. وللتقنيات الجديدة والناشئة أثر في تغيير حياتنا وتحسين طريقة عيشنا وعملنا وتجارتنا إن وظفت في مكانها، أو بالمقابل قد تنتج عنها مشكلات تبدأ من اضطرابات صغيرة ناتجة عن البرامج إلى الخروقات الأمنية الواسعة النطاق إن أسيء استخدامها، ويحدد الخبراء مطلع كل عام أهم اتجاهات التقنية التي ستؤثر على العالم في هذا العام وما يليه والتي تسهم في تسريع التحول الرقمي.
وترى شركة غارتنر أن اتجاهات التقنية الاستراتيجية من شأنها إحداث تغيرات كبيرة، وأن التوجهات التقنية الاستراتيجية ستنمو بسرعة كبيرة بحيث تصل إلى نقطة التحول خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وحددت غارتنر اتجاهات التقنية الاستراتيجية التالية لعام 2020. وقدم المحللون النتائج في ندوة ومعرض غارتنر السنوية لتقنية المعلومات.
وقسمت غارتنر الاتجاهات التقنية الاستراتيجية لعام 2020 في فئتين هما: الفئة المتمحورة حول الناس، وفئة الفراغات الذكية.
فرط الأتمتة: وتعرف غارتنر فرط الأتمتة على أنها مزيج من أدوات تعلم الآلة المتعددة، والحزم البرمجية، وأدوات الأتمتة التي تعمل معًا لإنجاز عمل، ولا يشير مصطلح فرط الأتمتة إلى مجموعة الأدوات فقط، بل إلى خطوات الأتمتة أيضًا من اكتشاف وتحليل وتصميم وأتمتة وقياس ورصد وإعادة تقييم.
التعزيز البشري: التعزيز البشري مفهوم واسع، إذ يبحث في كيفية استخدام التقنيات لتقديم تحسينات معرفية وجسدية وتوظيفها كجزء لا يتجزأ من تجربة الإنسان. ولها جانبين أساسيين؛ مادي ومعرفي. ويمثل الجانب المادي بتغيير القدرات الفيزيائية المتأصلة بغرس أو إضافة عناصر تقنية للجسد البشري، أما التعزيز المعرفي فيتمثل في الوصول إلى المعلومات واستغلال التطبيقات على أنظمة الحواسيب التقليدية، وتتوقع جارتنر ازدياد عدد الاختراقات الحيوية خلال العقد المقبل.
الشفافية والتتبع: يشير مصطلح الشفافية والتتبع إلى مجموعة من المواقف والإجراءات والممارسات والتقنيات الداعمة، المصممة لتلبية المتطلبات التنظيمية والحفاظ على نهج أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة الأخرى، وإصلاح انعدام الثقة المتزايد في الشركات، إذ يدرك المستهلكون بشكل متزايد قيمة معلوماتهم الشخصية، وتعترف المنظمات بالمخاطر المتزايدة لتأمين وإدارة البيانات الشخصية. وتنصح جارتنر المنظمات بالتركيز على ثلاثة مجالات، وهي الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق للآلات، وخصوصية البيانات الشخصية والملكية والتحكم، وتصميم الانحيازات الأخلاقية.
الحافة التمكينية:جمع المحتوى ومعالجة المعلومات وتسليمها قريبة جغرافيًا من موقع مصادر هذه المعلومات ومستودعاتها ومستهلكيها، وهي تحدث بصورة كثيفة وفورية ومستمرة في أدوات وأجهزة تعتمد بالأساس على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
السحابة الموزعة:هي توزيع الخدمات السحابية العامة على مواقع مختلفة بينما يتحمل المزود السحابي العام الأصلي مسؤولية تشغيل الخدمات وحوكمتها وتحديثها وتطورها.
آلات ذاتية التحكم: الروبوتات، والطائرات دون طيار، والمركبات والسفن ذاتية القيادة، هي الأشكال الأكثر شهرة للأشياء ذاتية القيادة حاليًا. إذ تتجاوز أتمتة هذه الأشياء الأتمتة التي توفرها نماذج البرمجة التقليدية، وتستغل الذكاء الاصطناعي لتقديم سلوكيات متقدمة تتفاعل بشكل أكثر طبيعيةً مع محيطها ومع الناس.
بلوكتشين: تقنية توفر دفترَ حسابات عمومي يربط بين الصفقات التجارية القريبة ويحميها بنظام تشفير آمن، وتتبع التقنية الأصول المالية الرقمية وتتحقق منها لتضمن عدم اختراقها أو نسخها دون إذن.
أمن الذكاء الاصطناعي: التوجه الواضح نحو الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق للآلات ودخولها في مجالات واسعة، يخلق تحديات كبيرة أمام المديرين وفرق الأمن بسبب ازدياد المخاطر.
ويبدو أن العام الجديد يتيح فرصًا كبيرة، ولكن بالمقابل فهو يضع مديري المعلومات وفرقهم أمام تحديات كبيرة. وسيسهم تبني التغيير والتقنيات والاتجاهات الجديدة، في بقاء شركات المعلومات في حالة نشطة وتنافسية في السوق.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This