لا شيء واضح في لبنان إلا غياب الحس بالمسؤولية لدى مختلف الأطراف وفي كل المجالات، وفي حين أن سيناريو الحرائق يتكرّر كل عام، بغض النظر عن إمكانية إفتعالها، فلا حياة لمن تنادي لا لدى الدولة لتنفيذ الاستراتيجية العامة لمكافحة الحرائق ولاستقدام وسائل أكثر فعالية لإخمادها ولا لاستنباط حلول لا في المدى القريب ولا البعيد. وفي ما يخصّ واجبات البلديات، فالبعض يقوم بها على أكمل وجه والآخر يتقاعس في هذا المجال، رغم أن الوقاية واردة لكل بلدية في نطاقها عند تصفّح موقع نظام fire lab المتوفّر مجانا من جامعة البلمند فضلاً عن متابعة المؤشر الدوري الذي تصدره مديرية الدفاع المدني.  اما لناحية المسؤولية الفردية فهي في خبر كان، مزارعون يحرقون ومتنزّهون يتركون نفاياتهم ومواقدهم مشتعلة بعد الإنتهاء من رحلتهم، فضلاً عن رمي البعض بنفاياتهم في الأحراج الأمر الذي يساعم في ارتفاع معدلات الحرائق سنوياً…

ورغم مجازر الحرائق العام الماضي واغتيالها لهكتارات مهولة من الغابات الخضراء والأراضي الزراعية، ها إن الموسم الثاني قد أطلّ برأسه من جديد هذا العام من دون أن يقوم المسؤولون بأي دور من أدوارهم وخصوصاً وزارة البيئة الغائبة عن السمع بشكل كلّي إن في موضوع النفايات أو الحرائق أو السدود وغيرها!

في الأرقام، لقد تخطّت حصيلة الحرائق في ال ٢٤ ساعة الأخيرة ال ١٠٠ حريقا منها ٣٠ حريقا على الأقل أساسيا أي ذات أضرار كبيرة و ٣ حرائق في نطاق المحيط الحيوي لمحميتان طبيعيتان، وحريق واحد تخطى ال ١٠٠ هكتار في نطاق المحيط الحيوي لمحمية طبيعية. اما اليوم، فهنالك العديد  من الحرائق لا تزال مشتعلة لغاية الآن ويبقى خطر تجدد النيران لبعض الحرائق المهمدة أو اشتعال حرائق جديدة قائم.  وبالتالي فإن مسؤولية الجميع التنبه من خطر حرائق تشرين لاجتياز المرحلة بأقل ضرر ممكن.

فهل من يسمع أو يرى؟

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This