الخوف من “كورونا” جعل زوجان بريطانيان يفكران بشكل مختلف وغريب، وذلك بالانتقال للعيش في جزيرة صغيرة بدون كهرباء أو غاز أو مياه جارية؛ ليصبحا الساكنين الوحيدين بها.
وفي التفاصيل، انتقل المغامران لوك 34 عاماً، وزوجته سارة فلانغان، 36 عاماً، إلى جزيرة أويي النائية قبالة الساحل الغربي لمقاطعة دونيغال في أيرلندا في 14 آذار، قبل يومين فقط من إغلاق المملكة المتحدة، خوفاً من الإصابة بـ”كورونا”. وحينها لم يكن لدى الزوجين أي فكرة عن مدى تفشي الوباء، وكان الغرض من إقامتهما في قطعة الأرض الصخرية التي تبلغ مساحتها 300 فدان، والتي تحتوي على عدد قليل من العقارات مع عدم وجود مدارس أو متاجر وطريقين ضيقين فقط يمران عبرها، هو ببساطة قضاء 12 شهراً للاستمتاع بوتيرة حياة أبطأ.
وكشفت صحيفة “ميرور” البريطانية، أن الزوجان يستخدمان الفحم للتدفئة، وخزاناً لجمع مياه الأمطار، وزجاجات غاز للطهي، وألواح شمسية لشحن أجهزتهما الكهربائية، كما أنهما يستخدمان المياه التي تم جمعها وكذلك المياه من البئر للاستحمام وتنظيف ملابسهما، وقاما بزراعة طعامهما للحصول على القوت، وتربية الدجاج للبيض وحتى تحدي البحار من أجل صيد الأسماك.
وقال لوك الذي يعمل نجارً، أنه “كان من الغريب حقاً سماع كل ما يحدث أثناء العزلة في هذه الجزيرة الصغيرة. يمكنك أن تتخيل، لم يكن علينا القلق بشأن التباعد الاجتماعي”. وأضاف: “كانت التجربة ككل رائعة، فعلى الرغم من أن وتيرة الحياة بطيئة للغاية إلا أنها جميلة، نحن نقضي أيامنا في المشي مع الكلاب، ونزرع طعامنا ونتعلم مهارات جديدة، أعلم أن الحياة في جزيرة معزولة لن تروق للجميع لكننا أحببناها”.
وأوضح أن سكان آخرين بدأوا في الوصول إلى الجزيرة مع اقتراب صيف 2020 وأن الكثيرين ساعدوهم من خلال تعليمهم كيفية البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف، ولكن بمجرد أن بدأ الخريف في الظهور، غادر الجميع.
وتتحدث الزوجة قائلة: “إن أفكاري الإجمالية حول وقتنا على الجزيرة هي كم نحن محظوظون للغاية لوجودنا هنا، لقد تعلمنا الكثير ولدينا تجارب لم أكن أتخيلها أبداً من التعلم عن البحر وصيد الأسماك والقوارب، إلى تربية حيواناتنا، أشياء لم يكن لديّ أي علاقة بها من قبل”.