في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما قام عالم الفلك الهاوي ليلاند إس كوبلاند بتثبيت عدسة التلسكوب لأول مرة على مجرة بعيدة في كوكبة العذراء، رأى دوامة مخيفة يلفها الغبار.
وأطلق كوبلاند، الذي كان شاعرا محترفا مغرما بالكتابة عن الكون، على المجرة الحلزونية اسم “المجرة المفقودة”، وهو الاسم الذي لازمها إلى نحو 70 عاما بعد ذلك.
وتعرف هذه المجرة من قبل العلماء باسم NGC 4535 وتقع كوكبة برج العذراء على بعد نحو 50 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وعند مشاهدتها من خلال تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا، يختفي الضباب الذي غمر مجرة كوبلاند المفقودة ليكشف عن بحر نابض بالحياة من النجوم لا يختلف كثيرا عن درب التبانة.
ومثل مجرتنا، “المجرة المفقودة” هي مجرة حلزونية ضلعية: دوامة ضخمة من النجوم ذات هيكل مميز في مركزها. ووفقا لوكالة ناسا، يمكن أن تخبرنا ألوان تلك النجوم قليلا عن تاريخ المجرة.
وكتب ممثلو ناسا في بيان أن التوهج المصفر للانتفاخ المركزي للمجرة يشير إلى الطريق إلى أقدم النجوم في “المجرة المفقودة” وأبردها. في هذه الأثناء، تكشف السحب الزرقاء الساطعة المتجمعة معا في الأذرع الحلزونية للمجرة عن مكان تجمع نجومها الأشد حرارة وأصغر سنا، ما يضيء الغاز والغبار من حولها.
واليوم، ليس من الصعب العثور على المجرة المفقودة (خاصة بالنسبة للمراصد العائمة مثل هابل). وفي الواقع، فإن أذرعها الطويلة الأنيقة تجعلها مرشحا رئيسيا لدراسة بنية المجرات الحلزونية.
وأصدرت وكالة ناسا صورة المجرة في 11 يناير كجزء من مسح مستمر لـ 38 مجرة حلزونية تقع على بعد 75 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وتمت دراسة هذه المجرة كجزء من برنامج “الفيزياء عند الدقة الزاوية العالية في مسح المجرات القريبة” (PHANGS)، والذي يهدف إلى توضيح العديد من الروابط بين سحب الغاز البارد، وتشكيل النجوم، والشكل العام وخصائص أخرى للمجرات.
المصدر: لايف ساينس