هل فكر احد منا اي جيل سيبنى عليه مستقبلا بفعل الحجر المنزلي و ما ترك من اثار سلبية على نفسية الطفل ليغدو عصبيا و معنفا ؟ خصوصا و ان كل الضغوطات النفسية التي يعاني منها اهله تعكس سلبا على نموه الفكري و الانطباع الذي يكون اكثرشراسة من بعدما فقد كل مقومات الحياة التي كان يعيشها سابقا في الاختلاط بالمجتمع او التعليم من خلال المدرسة و بسحر ساحر تغير كل شيء في حياته بات التعليم اونلاين و قدرة الاستيعاب غير متوفرة بالكامل الى ما يعيشه من انعزال تام و اهله عاجزين في ايجاد اي حلول انقاذية طالما هم انفسهم يعيشون الدوامة نفسها .فهل من سبل انقاذية للتحرر من السجن المنزلي و تداعياته ؟
تأهيل من جديد
في هذا الاطار تحدثت رئيسة الجمعية البنانية لمعالجين النفسيين الدكتورة شهناز بارود لgreenarea.info ” عن اهمية ما يترك الحجر المنزلي من تداعيات نفسية مؤلمة لدى الطفل و على دور الاهل التنبه لذلك مما قالت :” ان الاولاد في الحجر المنزلي يعيشون اليوم الخسارة سواء في حياتهم الطبيعية او الاصحاب و المدرسة و الحياة الاجتماعية كونهم وضعوا في حجر صحي اجباري و ليس خياريا. اذ نحن لم نختارالبقاء في البيت بل لاننا مجبرين على ذلك خائفون على حياتنا و هنا ياتي دور الخوف من الموت الذي يلعب دوره بعقل الولد ايضا بمعنى عاش خسارة كبيرة جدا من مقومات الحياة و الخوف من الموت و في الوقت نفسه يرى اهله يعيشون القلق ينقلون اليه هذا الجو المتوتر اليه دون ان يشعروا بذاك حيث انه يتعلم منهم كيف يتعاملون مع الازمات اي كيف يديرون ازمة في وقتنا الحاضر .كل ذلك يؤثر في شخصية الولد حيث تنمو شخصيته بشكل خاطىء في حال لم يكن الاهل واعيين على ذلك فضلا عن ان التعليم اونلاين له سلبياته كون التربويين حاليا همهم ان يدرس الولد اونلاين وكيفية تحصيل قسط المدرسة و لا يفكرون باي جو يعيش الولد حاليا هل هو بحاجة فقط ان يدرس او ان ينتبه على صحته الجسدية و النفسية معا . لان فوق الضغط النفسي الذي يعيشه نتيجة الحجر المنزلي فياتي التعليم اونلاين خمس الى ست ساعات قبل الظهر و بعد الظهر يعود ليدرس الولد من جديد مما يسمى ظلما يعيشه الولد حاليا نتيجة زيادة عدد ساعات اونلاين مما يعني ان الهيئة التعلمية في كوكب اخر اي القيمين على التربية و التعليم بعيدين كليا عن الظروف عما يعانيه الولد في الحجر المنزلي .فالمشكلة تكمن اذا اصيب الولد في انهيار نفسي لا نستطيع ان نخرجه من حالته بسهولة عكس مما هو عليه عند الكبار حيث يستطيعون الخروج بسهولة من حالتهم النفسية الضاغطة التي يعيشونها .”
و الجدير ذكره حسب ما جاء على لسان الدكتورة بارود :” عندما تعود الحياة الى طبيعتها من الصعب الانتقال من مرحلة الحجر المنزلي الى مرحلة الحياة الطبيعية بشكل سليم لان تعودنا على الحياة الحجر المنزلي بل بتنا بحاجة لاعادة تاهيل متل الذي يخرج من السجن اي كل شخص منا عليه ان يفكر كيف سيعيش في حياتنا اليومية لاننا خسرنا مقومات الحياة .”
الرقابة الخجولة
الا ان المعالجة في الصحة العقلية بالفن ثريا عبيد شددت عبر لgreenarea.info على دور الاهل في مراقبة خطورة ما يجري عبر الاونلاين على ولدهم في حال لم يراقبوا بما يستعمله ولدهم من العاب معنفة عبر الانترنت مما قالت:”لاشك ان الاطفال اليوم مزعوجين جدا من الحجر المنزلي خصوصا من التعليم اونلاين حيث لا يستطيعون استيعاب دروسهم جيدا كما و انهم غير قادرين ان يروا رفاقهم مباشرة فقط يتحدثون مع اصحابهم سواء عبر الوتساب او غير ذلك حتى ان ممارسة اي نشاط خارجي معهم بات ممنوعا مما يشعرون بالعزلة عدا ذلك انهم اصبحوا مدمنين على اللعب بالفيديو الالعاب . و بما انني معالجة للصحة العقلية بالفن اتواصل معهم اونلاين لمدة 45 دقيقة عبر فيديو كول مما يعبرون عن رأيهم و يرسمون و يتكلمون مما يحصل حوارا مع الاخر حيث ان المعالجة في الصحة العقلية تلعب دور اساسي في هذا الاطار لمساعدتهم .انها مرحلة صعبة للصغار و للكبار معا في ظل الوضع الضاغط مما اصبح الحجر المنزلي يوما طبيعيا انما غير سليما و الاخطر في ذلك انه ليس هناك من رقابة على الفيديو الالعاب عندما يلجأون الاولاد الى العاب حربية تحفزهم على العنف مما نشدد على اهمية الرقابة من الاهل على اولادهم وتحفيز الوعي لديهم من خلال الحوار و التفاهم معهم على كل ما يتعرضون له في عالم الانترنت مع التركيز على نوعية الوقت معهم دون ان يكون كل واحد منهم منعزلا في غرفة ضمن منزل واحد.”
لغة التخاطب و الحوار
في المقلب الاخر اوضحت المعالجة النفس الحركي والاختصاصية في النفس المدرسي و المرشدة العائلية كارول لحود لgreenarea.info على اهمية اعتماد الحوار بدل تعنيف الطفل لان ذلك يؤثر على شخصيته مما قالت :”عندما نعنف ولدا يعني نربي شخصا عنيفا او يرضخ للعنف و يعتبر حينها ان العنف من الحياة الطبيعية . لذلك يكمن الحل ان نضع روتينا واضحا للولد و طريقة التعاطي معه واضحة من خلال الجمل التي نقولها له و نعطيه بالتالي مهام واضحة . و الجدير ذكره ان استعمال تلك العبارات “كون مهذب شاطر و ان لا تضرب اخاك او خلص درسك على الوقت ” تلك الكلمات شاطر و مهذب و “لا تعذبني ” لايفهمها الولد لان اذا قيل له لاتعذبني فيفهم ذلك انه لا يضرب امه و لكنه يعتقد انه يمكنه ضرب اخيه .لذلك المهم تحديد الاشياء التي نطلبها من الولد واضعين له روتينا يوميا واضحا و ان نعطيه وقتا للانشطة الرياضية قدر الامكان كممارسة رياضة المشي مع العائلة بالهواء الطلق فضلا عن اهمية ان يتحدث مع اهله عندما تحصل معه مشكلة يعاني منها هنا علينا معرفة معالجتها بالكلام و ليس بالضرب اوالعنف لان ذلك سيولد حلقة مفرغة خصوصا اذا صمت الولد سيعيد السلوك نفسه في حال غاب الشخص المعنف.”