تشير جسيمات المادة المنصهرة، التي جمعها العلماء في شرق القارة القطبية الجنوبية، إلى سقوط نيزك كبير أو كويكب في هذه المنطقة قبل حوالي 430 ألف عام.
وتشير مجلة Science Advances، إلى أنه وفقا للعلماء، لم يترك هذا الجسم بعد سقوطه حفرة، لأنه تحول إلى تيار من مادة منصهرة عند اقترابه من الأرض. ومع ذلك كانت قوة اصطدامه أكبر من قوة اصطدام نيزك تونغوسكا.
واكتشف فريق علمي برئاسة الدكتور ماتياس فان غينكين من كلية العلوم الفيزيائية بجامعة كنت البريطانية، في منطقة جبل سير روندان، ما يدل على سقوط نيزك أو كويكب قبل 430 ألف سنة، تقدّر أبعاده بنحو 100-150 م. وقد جمع الفريق العلمي جسيمات كروية الشكل مقاسها 100-300 ميكرومتر، تشكلت قبل سقوط الجسم على الأرض، نتيجة انفجاره بالقرب من سطح الأرض. ويعزو الخبراء مثل هذه الأحداث إلى النوع الانتقالي، الذي يحتل موقعًا وسطًيا بين انفجارات الأجسام خارج كوكب الأرض في الغلاف الجوي وحالات الاصطدام، التي بنتيجتها تتشكل الحفر النيزكية.
واستخدم الباحثون في تحديد ودراسة 17 جسيما كرويا عثروا عليها في جبل سير روندان، طرق الفحص المجهري الحديثة، واكتشفوا أن تركيب هذه الجسيمات ينتمي إلى الكوندريت، مع ارتفاع نسبة النيكل فيها، وهذا ما يؤكد على أنها من مصدر غير أرضي. وأن نظائر الأكسجين الفريدة، تشير إلى أنه عند سقوطها تفاعلت مع الغطاء الجليدي.
وتمكن الباحثون باستخدام النمذجة العددية، من إثبات أن حجم الجسم الساقط كان أكبر من حجم نيزك تنغوسكا الذي سقط عام 1908 ونيزك تشيليابينسك الذي سقط عام 2013.
ويقول الدكتور فان غينكين، “مثل هذه الأحداث لا تهدد النشاط البشري، عند وقوعها في القارة القطبية الجنوبية. ولكن عند وقوعها في مناطق مكتظة بالسكان، يمكن أن تقضي على حياة الملايين وتلحق أضرارا جسيمة على مساحة واسعة”.
المصدر: نوفوستي