منذ منتصف شباط 2021، تواصل الثورانات البركانية في جبل “إتنا” بجزيرة صقلية الإيطالية، انفجاراتها والتي كان آخرها في 2 من نيسان الحالي، الأمر الذي صدّر أطنانًا من الغازات السامة (بمساعدة الرياح) إلى الوجهة الشرقية من إيطاليا، حيث بلاد الشام. وبحسب تقرير لموقع تتبع البراكين في العالم “فولكينو ديسكوفري”، انتهت آخر نوبة حمم بركانية، مشيرًا إلى أنها النوبة رقم 17، منذ 16 من شباط الماضي. وأوضح الموقع انخفاض النشاط البركاني في الفوهة الجديدة التي أسماها “SE”، حتى توقف أخيرًا في وقت متأخر من مساء 2 من نيسان.
تسبب انفجار البركان بحدوث كتلة هائلة من غاز ثاني أكسيد الكبريت عبرت منطقة الشرق الأوسط. ونشر موقع “adamplatform” المتخصص بأخبار البيئة، صورة على حسابه الرسمي في “تويتر” تظهر حدوث عاصفة أو “دوامة مروحية” من غاز ثاني أكسيد الكبريت، مركزها في البحر الأبيض المتوسط، يصل تأثيرها إلى منطقة بلاد الشام ومصر وبعض المناطق شمالي السعودية.كما نشرت مراصد الطقس والبيئة حول العالم مشاهد لعبور كتلة ضخمة جداً من ثاني أوكسيد الكبريت منطقة الشرق الأوسط وصلت إلى مصر وبلاد الشام وبعض المناطق الشمالية من السعودية، حيث من الممكن أن تؤثر على صحة الناس.
واتخذت الكتلة الهائلة من الغاز، بحسب الصور مساراً شرقياً، انطلقت من الجزيرة الواقعة في منتصف البحر الأبيض المتوسط لتتوجه شرقاً باتجاه الشرق الأوسط.
ونشر الموقع عدداً من الصور تظهر تتبع حركة الموجة التي وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث تظهر صورة أخرى بداية وصولها إلى شمالي مصر.
يحمل ثاني أوكسيد الكبريت الرمز الكيميائي (SO2)، وهو غاز سام عديم اللون وله رائحة نفاذة قوية ويعد غازًا ملوثًا للهواء. وبحسب موقع “NPS”، المهتم بخدمات المتنزهات والبيئة الأميركي، فإن “SO2” يمكن أن يشكل تهديدًا لصحة الإنسان وصحة الحيوان والحياة النباتية.
التعرض لغاز الكبريت لمرة واحدة وبكميات محدودة يسبب أعراض بسيطة وسرعان ما يتعافي الشخص منها، إذ لا تبقى آثاره لمدة طويلة. ولكن في حالة التعرض للغاز بشكل مفرط وكبير فإنه يؤدي لأضرار بالغة مثل الإصابة بنوبات الربو، تلف الرئتين، التهاب الشعب الرئوية، الالتهاب الرئوي. وعدد موقع خدمات المتنزهات والبيئة “NPS” تبعات استنشاق كميات كبيرة من غاز الكبريت على الصحة وهي:
تهيج العينين، تهيج الجلد، تهيج الأغشية المخاطية، تهيج مجرى التنفس، التشنجات ووذمة رئوية، انسداد حاد بمجرى التنفس،تفاقم المشاكل والأمراض الرئوية مثل الربو، خطر مضطرد مع درجة حساسية الأفراد.
ومن المتوقع أن تكون الكتلة الهائلة من الغاز قد عبرت أو تعبر في هذه الأوقات منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية لتتابع باتجاه الشرق وتتحلل مع مرور الوقت. وحذر الخبراء من التهويل وبث الرعب، مؤكدين أنه مهما كانت مخاطر هذا الغاز محدودة، لكن توخي السلامة والاحتراز عبر الالتزام ببعض الاجراءات الوقائية الأولية البسيطة سيكون كفيلا بتجاوز هذه المشكلة بأقل الخسائر . ويرى الخبراء البيئيون أن الانبعاثات والغازات الضارة تزداد يوما بعد يوم حول العالم، وهي ليست ناجمة عن كوارث طبيعية، كما في حالة بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية، إنما أساسا بفعل التلوث البيئي الواسع حول المعمورة، خاصة في المدن الكبيرة والمزدحمة، حيث تبث ملايين المصانع والمعامل والمختبرات، الانبعاثات في الجو.