على ما يبدو أن الحروب حول العالم تتبدّل من بيولوجية إلى سياسية إلى أمنية واقتصادية وحتى طبية، فمع انتشار وباء “كورونا” حول العالم وانكباب العلماء لإيجاد لقاح سريع للحد من تداعيات الإنتشار السريع للفيروس .. انقسمت آراء الناس لمجرّد التوصّل إلى لقاح يحمي من تحوّلات هذا الفيروس.

الإختلاف حقّ كما أن أخذ اللقاح هو قرار شخصي يعود للفرد نفسه، ولكن في ظل تشرذم الآراء وتردّد البعض في اتخاذ القرار المناسب، تصدح أصوات من هنا ومقالات من هناك لتزرع الرّعب بين الناس.

فقد انتشر في الأيام القليلة الماضية قول لأحد العلماء بأن “الملقّحين جميعهم سيموتون بعد سنتين “.. هذا ما  اكده  الحائز على جائزة نوبل لوك مونتانييه من أنه لا توجد فرصة للبقاء على قيد الحياة للأشخاص الذين تلقوا أي شكل من أشكال اللقاح.   في المقابلة  صرح كبير علماء الفيروسات في العالم بصراحة: “لا أمل ولا علاج ممكن لأولئك الذين تم تطعيمهم بالفعل. يجب أن نكون مستعدين لحرق الجثث”.  دعمت العبقرية العلمية ادعاءات علماء الفيروسات البارزين الآخرين بعد دراسة مكونات اللقاح.  “سيموتون جميعًا من التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة. لا يمكن قول أكثر من ذلك.” “إنه خطأ فادح ، أليس كذلك؟  خطأ علمي وخطأ طبي.  قال مونتانييه في مقابلة ترجمتها ونشرتها مؤسسة RAIR بالولايات المتحدة الأميركية ، إنه خطأ غير مقبول.  “كتب التاريخ ستظهر ذلك ، لأن التطعيم هو الذي يخلق المتغيرات.” قال مونتانييه إن العديد من علماء الأوبئة يعرفون ذلك وهم “صامتون” بشأن المشكلة المعروفة باسم “التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة”.

خبر يرعب في كل أشكاله، ويعني إبادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى ، فبغض النظر عن أعداد الملقّحين حتى اليوم عالميًا،  فإن أعمارهم  مختلفة تبدأ بعمر 12 سنة للأطفال ، فعن أي مستقبل نتحدث ولمن؟

في هذا الإطار، بادرت جهات عدة حول العالم إلى تأكيد أن تلك التدوينة تنتمي إلى «الأخبار الكاذبة» ولا أساس لها، محذرة من ترويج محتواها بين الناس. وقد بثت وزارة الإعلام في الهند سلسلة رسائل تحذيرية أكدت من خلالها على أن العالم الفرنسي لم يدلِ أصلاً بذلك التصريح، موضحة «هناك صورة متداولة عبر وسائل التواصل مكتوب فيها كلام منسوب إلى عالم فرنسي حائز على جائزة نوبل… المزاعم التي في تلك التغريدة كاذبة… ولقاحات كوفيد- 19 آمنة تماماً… لا تعيدوا نشر تلك التدوينة».

وفي تقرير خاص، ذكرت وكالة «رويترز» أنها قامت بالاستقصاء حول الأمر لكنها لم تعثر على أي دليل مستقل يثبت أن العالم الفرنسي قد أدلى بمثل ذلك الكلام الخطير المنسوب إليه. وأوضحت الوكالة أن الروابط المصاحبة للتدوينة لا تقدم أي إثباتات حيث إن مقطع الفيديو القصير يظهر فيه مونتانييه متحدثاً بشكل عام عن سلالات ومتحورات ولقاحات كورونا، لكن الترجمة المصاحبة على الشاشة تتحدث عن شيء آخر تماماً يتعلق بأن المطعمين سيموتون في غضون سنتين.

وكتب عالم الفيروسات شهيد جميل -مدير مدرسة تريفيدي للعلوم البيولوجية بجامعة أشوكا في الهند- أن أصل هذه الأخبار يعود إلى مقال على الموقع الإلكتروني للمجموعة اليمينية “رير فاونديشن يو إس إيه” (RAIR Foundation USA) التي تدّعي أن التصريحات هي جزء من مقابلة أكثر شمولا أجريت مع “هولد أب ميديا” (Hold-Up Media) المعروف بالترويج نظريات المؤامرة، ولكن مونتانييه لم يقل ذلك في المقابلة.

على ما يبدو، أن مونتانييه معروف بآرائه المثيرة للجدل، ورغم استحصاله على جائزة نوبل، إلا أن الكثيرين يشهدون على أنه أضاع البوصلة في مواضيع متعددة بحيث أن آراءه  باتت محيّرة في مختلف المجالات نظرًا لعدم دقتها!

في المحصّلة، ورغم تكذيب الخبر، إلا أن التطمينات ضرورية ومن أكثر من جهة  لأن المعترضين على اللقاح كثر تماماً كالمرحبين به، وكي لا تضيع البوصلة يقتضي التوضيح والتطمين الدائم!

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This