بيروت .. جرح لن يندمل
عام على نكبة لبنان، عام على الجريمة، عام على تقاذف المسؤوليات، عام على مهاترات سياسيات وتجاذبات حزبية، عام على مساومات، عام على ركود بيروت، عام على احتضار لبنان … وأعوام على أهالي الشهداء .
أعوام على كل من فقد فلذة كبده أو شريك عمره وأعزّ اصحابه، عام ذرفت فيه الدموع كما لم تذرف في سنوات، عام انكبّ فيه أهالي الشهداء على نشر صور فقيدهم على نشرات الأخبار ومواقع التواصل الإجتماعي كما الصحف والهواتف وكل ما يمكن للتذكير المستمرّ بحقوق محاكمة من خطط ونفّذ وعلم واستسهل .. وساهم في انفجار بيروت.
عام واهالي الشهداء بانتظار محاكمة واحدة، خبر قضائي بسيط، استجواب في أعلى المستويات، ضربة بيد من حديد، ارادة حقيقية للمحاسبة، توجّه فعلي نحن الإقتصاص من المسببين، استدعاء بالقوة وليس بالمسايرة … من دون جدوى والعام قد يتحوّل أعوام والحقيقة الوحيدة : الحقيقة المعلّقة. كيف ولماذا؟ إلى متى ؟ لا يهمّ!!
الكل مسؤولون، وللمفارقة، الجزء من الكل يرمي المسؤولية على الجزء الآخر منه، لا بل بات لكل حزب شهداءه في انفجار لم يميّز بين حزب وآخر.. الكل يتبنى مطلب الحقيقة، وهو نفسه الكل الذي لا يزال حتى الآن لا يرضى برفع الحصانات فعلّا وليس قولّا، لأن “الكل بالل إيدو” وإن ضرب جزء من الكل .. بات الحبل على الجرّار.
المضحك المبكي ان طلب رفع الحصانات جوبه بعريضة مبكّلة من نواب يرفضون مثول الزملاء امام المجلس العدلي، والكل وقّع ليعود ويطالب برفع الحصانات.. مهزلة ما بعدها مهزلة.
ارفعوا الحصانات الآن ، أنصفوا أرواح الضحايا، برّدوا قلوب الحزانى، حاسبوا، انتقموا لأرواح الملائكة الصغار الذي سفّرهم الإنفجار إلى زمن آخر، أنصفوا بيروت التي دمّرت، رجّعوا ولو القليل من الأمان لمن خسر بيتّا ومنزلّا
الآن الآن، اليوم وقبل الغد، إرفعوا الحصانات، حاكموا.. فإن هربتم من عدالة الأرض لن ترحمكم عدالة السماء!